المراقب لمسيرة الشرطة في المملكة منذ ما يزيد عن المئة عام، وتحديدا منذ عام 1919م، حتما سيجد مسيرة حافلة بالعطاء والتضحيات والإنجازات على امتداد الحقب الزمنية المتعاقبة لا يمكن حصرها وتدوينها في سطور مقالة، فهي تحتاج لعدد من الكتب.
ففي يوم الرابع عشر من ديسمبر الماضي احتفلت البحرين بيوم الشرطة الذي بدوره يعبر عن الكثير من الدلالات والمعاني، والتأكيد على الإصرار والمضي في تقديم المزيد من معدلات الأمن والأمان والاستقرار فوق كل شبر على هذه الأرض، كي ينعم المواطن والمقيم والزائر بالاطمئنان على نفسه تزامنا مع مؤشرات انخفاض معدلات الجريمة، والطرق والأساليب الاستباقية قبل وقوعها التي تنتهجها أجهزتنا الأمنية، وذلك بكوادر وطنية احترافية أشاد بها الجميع، وبالفعل فهي لا تعد ولا تحصى، فالمتابع يدرك ويثمن هذا الأداء الباهر والقدرة الفائقة على حماية المجتمع البحريني من كل من تسول له نفسه العبث بالأمن الداخلي بكل أشكاله المتعددة.
ما نعيشه اليوم على أرض الواقع من أمن وأمان وطمأنينة وسلام يعود الفضل لله تعالى ثم إلى المقام السامي لعاهل البلاد المفدى وسمو ولي العهد رئيس الوزراء الموقر وإلى رجل الأمن الأول وزير الداخلية الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وجميع منتسبي أجهزتنا الأمنية، فهم بحق العيون الساهرة التي لا تنام، ولولا جهودهم المقدرة وأعمالهم البطولية المشكورة لما استطعنا كمواطنين ومقيمين العيش كما نعيش الآن، فكل رجال الأمن يؤدون واجبهم الوطني بكل أمانة وبضمير مستيقظ في صون أمن البلاد الداخلي وأفراد المجتمع والذود عنهم أينما كانوا على مدار الساعة، ملتزمين بتطبيق القوانين والتوجيهات والأوامر، وملتزمين بأداء عملهم المخلص في أحلك الظروف حتى إن واجهوا الموت في سبيل خدمة وحفظ حقوق الجميع.
اليوم نحن نفتخر ونعتز ونتباهى كمواطنين بالمستويات المتقدمة التي وصلت إليها جميع أجهزتنا، وهي دائما على أهبة الاستعداد لتنفيذ أية توجيهات أو أوامر تصدر إليها، وكما قال الرسول الكريم “عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله”، وبدورنا نقول “الله يعطيكم العافية”. وعساكم عالقوة.