العدد 4786
الأحد 21 نوفمبر 2021
banner
زوار الأرض
الأحد 21 نوفمبر 2021

بعد ظهور فيروس كورونا “كوفيد 19” قبل أكثر من عام ونصف، زادت شعبية بعض الأفلام السينمائية التي صنفت حينها ضمن خانة “الخيال العلمي” وتنبأت بمثل هذه الأوبئة المدمرة في سيناريوهات مشابهة لما حدث فعليًا، ومن أبرز هذه الأفلام (Outbreak) أو تفشي الوباء، الذي عرض عام 1995 ويتحدث عن فيروس اسمه “موتابا” ظهر بمنطقة زائير في أفريقيا، وانتقل لأميركا بعد جلب قرد لإجراء اختبارات على المرض، فانتشر الوباء في إحدى القرى الأميركية.
والآن يبدو أننا مقبلون على جدل مشابه في قضية تشغل بال نخبة من سكان كوكب الأرض، فوفقا لموقع صوت ألمانيا على الإنترنت، ناقش “منتدى إغناتيوس” المرموق في كاتدرائية واشنطن الوطنية، بحضور كبار مسؤولي الكنيسة ومسؤولين في الحكومة الأميركية وأكاديميين ورجال أعمال موضوع “مستقبلنا في الفضاء”، ومن بينهم مؤسس أمازون جيف بيزوس، وعالم الفيزياء الفلكية بجامعة هارفارد آفي لوب، ورئيس وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” بيل نيلسون، ومديرة المخابرات الوطنية الأميركية أفريل هاينز.
جاء هذا المنتدى على خلفية التقرير الذي نشرته وزارة الدفاع الأميركية مؤخراً عن “الأجسام الطائرة المجهولة”، واعترفت فيه بأن طيارين عسكريين رصدوا أجساماً طائرة مجهولة، دون تحديد ما إذا كانت تكنولوجيات متطورة من كوكب الأرض أو أجساماً من الغلاف الجوي أو من خارج كوكب الأرض، لكنه اعتبر أول اعتراف رسمي من الحكومة الأميركية برؤية الأجسام الطائرة المجهولة بعد عقود من الجدل بين من يصدقون، ومن يرفضون فكرة زيارة طائرة كائنات فضائية للأرض.
القصد هنا أن هناك فجوة واسعة وفرقا كبيرا بين الفن الذي يؤمن برسالة وتشغل باله قضية كونية مهمة يحضر لها جيدا وبكل الأدوات التي تجعله يقدم جديدًا مفيدًا للعالم ولو استغرق الأمر سنوات للإقناع بجدوى ما يقدمه، وبين فن تجاري هابط لا يقدم إلا الرديء وما يحقق له المكاسب الآنية ولو على حساب القيم والأخلاق.
كما أن هناك فرقا كبيرا بين بحث علمي جاد يناقش قضايا مؤثرة على مستقبل البشرية، وبحث علمي يستغرق جل الوقت والجهد في قضايا مستهلكة بقصد الإلهاء والإشغال عن القضايا الجوهرية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية