العدد 4773
الإثنين 08 نوفمبر 2021
banner
إرث مارادونا للبيع
الإثنين 08 نوفمبر 2021

وصفه كثيرون بأنه أفضل من لمس كرة القدم منذ أن ظهرت كلعبة، وصاحب أفضل مهارات وإبداعات كروية وإسهامات مؤثرة مع الفرق التي لعب بها ومع بلاده الأرجنتين.. الحديث هنا عن الراحل دييغو أراماندو مارادونا الذي احتفل محبوه قبل أيام قلائل بعيد ميلاده الـ 61، بالتزامن مع قرار أصدرته محكمة أرجنتينية بعرض ممتلكات تعود إليه للبيع في المزاد.
من يقرأ الخبر يتراءى له من الوهلة الأولى أن الهدف من المزاد هو أن يجني الورثة أعظم الأرباح والمكاسب من الشعبية الجارفة لمارادونا، وتسابق الملايين على مقتنياته مهما غلا ثمنها، ولن يخيل إليه أبدًا أن يكون القصد من هذا المزاد لممتلكات صاحب المهارات الخارقة، ومن حصد الكثير من البطولات والجوائز هو سداد ما عليه من ديون ولن يعود على ورثته منها أي مبلغ.
ليس هذا فقط، بل من ينظر لما سيعرض في هذا المزاد المزمع انعقاده في 19 ديسمبر المقبل سيجد أنه متواضع جدًا بالقياس لحجم لاعب مثل مارادونا الذي سحر الناس لسنوات طويلة بفنه ومهاراته، فأهم ما سيتم عرضه للبيع منزل أهداه مارادونا إلى والديه، وسيارتان “بي إم دبليو” ورسالة من الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو، وتم استبعاد الممتلكات ذات القيمة العاطفية مثل القمصان المهداة من لاعبين آخرين في جنازة اللاعب من المزاد، في لفتة إنسانية طيبة من المحكمة.
هي ممتلكات ومقتنيات توضح الفارق بين زمن كان فيه الفن الكروي الحقيقي لأجل المتعة والإمتاع والاستمتاع بالرياضة دون جشع أو طمع، وبين زمن نجد فيه أنصاف لاعبين يلهثون وراء المال ويقيمون أنفسهم أضعاف ما يستحقون، دون أن يكون لهم إسهام حقيقي، أو يمتلكون إبداعا كرويا، بل فقط لأن الجو الرياضي فيه ما يشجع على المكايدات بين الأندية.
ما يقال في الجانب الرياضي ينطبق أيضًا في كل ميادين الحياة، حيث نجد أشخاصا لا يرون إلا أنفسهم ويعلون كثيرا من قدر أدوارهم في الوقت الذي يصغرون (وقد يحقرون) أدوار من حولهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية