يعيش معظم الآباء صراعًا تقنيًا مع الأبناء ازداد سخونة وحدة مع جائحة فيروس كورونا كوفيد 19، وما فرضته من تلاصق دائم بين الأبناء وهواتفهم المحمولة والعيش طول الوقت مع برامج التواصل الاجتماعي والمحادثات وغيرها من الفنون والمهارات التقنية التي يجيدها الأبناء بصورة أكبر من الآباء.
وتدفع غريزة الخوف على الأبناء الآباء إلى فرض رقابة صارمة عليهم منعًا لانجرافهم لما لا يحمد عقباه، مع وجود شياطين البشر الذين يسيئون استغلال هذه التقنيات لتحقيق مكاسب مادية بطرق غير أخلاقية قد يكون الأطفال والمراهقون من ضحاياها.
موقع هيئة الإذاعة البريطانية على الإنترنت نشر مؤخرًا موضوعًا حول تأثير استخدام تطبيقات مراقبة الأبناء على العلاقة مع الوالدين، مشيرة الهيئة إلى أنها قد تساعد الآباء في معرفة ما يفعله الأبناء، لكن لها تداعيات سلبية على العلاقة بين أفراد الأسرة، كما أنها لا توفر الحماية التي يتمناها الآباء، إذ حذرت سونيا ليفينغستون، أستاذة في قسم الإعلام والاتصالات في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، من أنه على المدى الطويل، يمكن أن تكون لتطبيقات التتبع عواقب ضارة، ليس أقلها العلاقة بين الآباء والأطفال، قائلة: “إن صانعي التطبيقات والمعلنين قد يكونون حريصين على جعل الآباء يعتقدون أن الاعتماد على تطبيق هو عمل من أعمال الحب الأبوي، لكن أهم شيء للتطور هو أن يتعلم الطفل أن يثق في الوالد، وأن يثق الوالد في الطفل”.
الآباء مسؤولون عن أبنائهم، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، وهذه المسؤولية تفرض مراقبة سلوك الأبناء والملاحظة والتتبع، لكن لا ينبغي أن يتم الأمر وكأننا في مباراة أو صراع وكل طرف يحاول حشد كل أدواته فيه، فالآباء والأبناء في جانب واحد من المعادلة وفريق واحد في المباراة، والمكسب أو الخسارة تكون للطرفين معًا وهو ما يجب غرسه أولاً في نفوس الأبناء، لتتولد لديهم رقابة ذاتية وتتوفر عندهم الرغبة والحماسة والشجاعة في إشراك الآباء في كل ما يخصهم ويتحقق مبدأ الوقاية خير من العلاج.