العدد 4776
الخميس 11 نوفمبر 2021
banner
برحيلك لا يخفت وهج ذكراك
الخميس 11 نوفمبر 2021

عام كامل مر على رحيل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، استذكر خلاله المواطنون مآثر مؤسس الدولة الحديثة وباني نهضتها، والذي سخر كل شيء وأي شيء لكي يرفع مكانة ومقام بلاده في الداخل والخارج، وهو ما حصل بالفعل.
والشاهد بالأمر، هو تخطي سمو الأمير الراحل المفاهيم التقليدية لرئيس الحكومة، فالرجل العزيز كان ذا بصيرة ثاقبة تقرأ بالتفصيل مفاهيم وأطر ويوميات المواطن البحريني، باللقاءات الشخصية ومتابعة ما ينشر بالإعلام والصحف والمنصات، ثم يوظفها بكل حزم في مشاريع الحكومة، وفي مخرجات عملها.
الأمير الراحل، كان مدركًا وملمًا بأن قصص النجاح للدولة تبدأ بالشراكة مع مواطنيها، فهم ثروتها الحقيقية، عبر فتح الأبواب لهم، ووصلهم، وسؤالهم، والأخذ برأيهم، لذلك كان مجلسه العامر محطة دائمة للتلاقي بين الرئيس والرعية، مهمها اختلفت مشاربهم ومذاهبهم، وتوجهاتهم وثقافاتهم.
لذلك، كان رحمه الله يسأل كل من يزوره، ويعتب على غياب البعض، ويوجه للسؤال عن مواطنين بالاسم، عن أحوالهم وجديدهم وأخبارهم، موجهًا لحل مشاكلهم فورًا بلا إبطاء.
وقد تشرفت خلال السنوات الماضية من عملي في صحيفة “البلاد” بإعداد صفحات ومواضيع عديدة عن مآثر سموه رحمه الله، وعن إنجازاته، وعن الأثر الطيب الذي أوجده ورسخه في البلاد والعباد منذ عقود عديدة.. التقيت خلالها الطبيب، والرسام، والأكاديمي، والشاعر، والمثقف، ورجل الأعمال، والفنان التشكيلي، والمهندس، والروائي، والاقتصادي، والتربوي، وغيرهم الكثير جدًا.
وقد كانت المحصلة النهائية واحدة، أن خليفة بن سلمان طيب الله ثراه، شخصية استثنائية حاضرة في كل صعود، وبناء، ونهضة، وتقدم بشتى الميادين والحقول، وأنه خلف كل قصة نجاح.
لقد كان رحمه الله، بوصف الكثير من أهل العلم والدراية، رجل دولة بامتياز، لكنه أيضا كان إنسانًا قبل ذلك، يهتم بغيره ويشعر به.
هذه الروح هي التي مهدت الأرضية لتحقيق الكثير والكثير من قصص النجاح الوطنية التي نعيشها ونراها اليوم في مملكة البحرين، رحمه الله وغفر له.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية