العدد 4774
الثلاثاء 09 نوفمبر 2021
banner
المواطن “محمد مبارك السعيدي”
الثلاثاء 09 نوفمبر 2021

منذ أكثر من 15 عاماً، وأنا أرى المواطن “محمد مبارك السعيدي”، حاضراً في أغلب الجنازات بمقبرة الحنينية، معاوناً ومساعداً ومصابراً لذوي المتوفى، حتى اللحظة الأخيرة من إتمام الجنازة.
وكم من المرات، رأيت السعيدي مبادراً بمعاونة ذوي المتوفى، وفي تلقينهم الدعاء، والتخفيف عن مصابهم الجلل، بكلمات الخير، والثواب، والصبر والمصابرة، حيث يذكرهم بأن الراحل في مكان أفضل، وأن الدعاء لن ينقطع عنه، بوجوه الخير التي غرقت بها المقبرة.
وفي مواقف أخرى، لفت انتباهي حضور السعيدي جنازات العصر باكراً، وهو بزي العمل، سألت عن الأسباب فقالوا إنه لا يذهب إلى بيته بعد انتهاء العمل، بسبب فارق ساعة أو ساعة ونصف ما بين انتهاء الدوام وأذان صلاة العصر، وأنه ينتظر حتى إتمام الصلاة، وحضور الجنازة، وأداء الواجب بها، ثم يشد رحاله إلى منزله، بوقت متأخر من العصر.
السعيدي، وبصوته المميز والمعروف لدى الكثير من الناس أثناء الدفن، أوجد لنفسه قبولاً ومكانة ومحبة هائلة لدى العامة، بسبب وصله الآخرين في أصعب الأوقات وأحلكها، وبسبب سعيه الخير لنيل الثواب والأجر عند الله، وحين يغيب عن بعض الجنازات لسبب أو لآخر، سمعت مرات عدة همسات من هذا وذاك، وهم يقولون “وينه محمد السعيدي؟”.
ولقد أسعدني كثيراً، حين رأيت أخيراً في حساب تويتر الشيخ عبدالحليم مراد حفظه الله، والذي نفتقد وجوده بمجلس النواب كثيراً، وهو يكرم المواطن محمد مبارك السعيدي بصورة جميلة، ويثني على جهود.
وغرد مراد “قام جامع شيخان وشريفة الفارسي بتكريم الأخ محمد مبارك السعيدي، المتطوع في مقبرة الرفاع، بعفويته يواسي الناس، ويباشر الدفن، ويذكرهم ويحثهم على السنة”.
فشكرا لمن يصل الخير ويفعله، وشكراً لمن يجزيه عليه، ودمتم بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .