تقرير اقتصادي خرج لنا أخيرًا بخبر مفاده تخطي عدد المليونيرات في البحرين 11 ألفا دفعة واحدة، وهو رقم كبير قياسًا بحجم البلد وعدد السكان، فقد أنعم الله من خيراته على هؤلاء الناس ليكونوا من أصحاب المال والجاه والخيرات، وممن يستطيعون شراء السعادة الدنيوية أينما كانت.
وكما أننا ندعو لهم بدوام النعمة وزيادتها، ولأنفسنا بالمثل، فنحن نتساءل عن زكاتهم وصدقاتهم، وإنفاذهم أمر الله عز وجل، من إطعام المسكين، واليتيم، وذوي الحاجة من الفقراء والغارمين.
وأقول برأيي المتواضع، إنهم لو كانوا يخرجون الزكاة وحدها، والتي هي ركن من أركان الإسلام الخمسة، لكان الكثير من المحتاجين الذين نسمع عن أخبارهم في “الواتساب” والصحف والإذاعة بغير حالهم اليوم، وبغير حاجتهم ووجعهم و ”قصر” اليد في تلبية طلبات أولادهم وذويهم.
قصص كثيرة نسمعها عن تجار وأصحاب مال، ينتظر الأقربون منهم وعلى رأسهم أولادهم، وفاتهم لكي يتنعموا بخيرات عظيمة مكنزة في الخزائن الموصدة والصدئة، حارمينهم منها، وحتى من النظر لها.
آخرون انشغلوا في جمع المال، متناسين أولويات الحياة الأساسية، على رأسها تربية الأولاد التربية الصالحة، وأول ما يفعلونه بعد وفاة أبيهم، هو الخلاف والشجار وقطع صلة الرحم، باخلين على أبيهم حتى بدعوة صالحة، هو بأمس الحاجة لها بقبره.
هذه المواقف الواقعية المتكررة، لم تعلّم الكثيرين ما يجب عليهم فعله الآن وفيما بعد، أغرتهم الأوراق النقدية، وتصاعد أرقامها على شاشات الحاسوب، وأفقدتهم حس الإنسان ونبله ومروءته.