في الساحات، وفي الحدائق، وبالقرب من الأرصفة، يجلس بعض كبار السن وهم يبيعون سلعا تجارية مختلفة، للحصول على مدخول إضافي يسدون به التزامات حياتهم اليومية، وحاجيات أولادهم.
سيدات فاضلات، من ربات البيوت، يبعن بصبر في زوايا الحدائق والسواحل، منتجات غذائية منزلية، كـ “اللقيمات، والسمبوسة، والكباب، والسندويتشات، والمشروبات الباردة والساخنة”.
هناك أيضاً الأسر المنتجة التي تبدع في صناعة الملابس والأنتيكات والعبايات وغيرها، وعرضها للبيع بأسعار تنافسية، كذلك باعة “اللب” الشمسي، والجالسون في عربات الطعام الصغيرة، والكونترات الخشبية.
كل هؤلاء الأوفياء، أبطال مثابرون في وجه قسوة الحياة، حيث اختاروا الطريق الصعب في انتزاع لقمة العيش الشريفة، هم الأحق منا في الشراء والدعم والمساندة والتسويق. 
وهم الأحق بالذكر، والشكر، والإشادة، ووصف يومياتهم الشاقة لأبنائنا، وأن الحياة لا تكون سهلة دائمة، وليس كل ما يطلبونه يجب أن ينفذ، وأن هناك تعبا وجدا وعملا وعرق جبين يسكب، مقابل كل لحظة سعادة ينالونها منا.
وأستذكر أنه قبل أيام، وبعد أن قضيت مع عائلتي سويعات جميلة على ساحل البديع، وأثناء خروجنا المتأخر بالسيارة، رأيت على جانب بوابة الساحل، سيدة بحرينية فاضلة تبيع المنتجات الغذائية البحرينية الشعبية، ومعها بعض المشروبات الباردة، وكانت الساعة تقارب الحادية عشرة ليلاً.
اشتريت منها الكثير، والكثير جداً، أشياء نحتاجها، وأشياء لا نحتاجها، سألني ابني خالد - ذو العاشرة - بفضول: لماذا كل هذا يا أبي؟ أجبت: كرامة لها، ولما تفعله لأجل أولادها.