كان الله في عون رئيسة مجلس النواب فوزية بنت عبدالله زينل التي تتعامل بشكل أسبوعي مع “هوشات النواب” بروح من الصبر والحكمة، وكأنها القوة الوحيدة في المجلس التي تستثمر جهدها ووقتها من أجل مصلحة المواطن بكفاءة وإخلاص. تابعنا كصحافة ما حصل في جلسة يوم الثلاثاء الماضي من تلاسن بين بعض النواب وخروج عن قاعدة النقاش البناء واستخفاف بقيمة المجلس ودوره على أمور “شخصية” لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالمواطن، فقد أثاروا زوبعة من الصراخ والعويل والتطاحن على محدودية الوقت “ليش تعطين ذي أكثر وأنا لا” وحولوا الجلسة إلى فصل مدرسي يتقاذف فيه الطلبة الأقلام والأوراق.
لقد حسمت الرئيسة الموقف عن طريق القوانين، ومع ذلك رجعوا إلى نقطة البداية وابتعدوا عن الجانب الإيجابي الأهم وهو الاستفادة من الوقت المتبقي للمجلس في السعي الدؤوب لدراسة وتلمس كل ما فيه الخير للوطن والمواطن وحماية مكتسباته والعمل على نمائه وازدهاره ومناقشة القضايا التي تهمه، لكن اتضح بالحجم والنوعية أن هناك قصورا في التثقيف الذاتي والبرلماني أيضا، فلدى بعض النواب مفاهيم خاطئة عن كل ما يتعلق باللجان، وحصيلتهم من المعرفة والعلم والخبرة لخدمة المواطن ومشاكله لا ترقى إلى المستوى المطلوب.
الظاهرة التي تلفت النظر حقا في جلسات مجلس النواب هي الخروج الدائم عن إطار الموضوع المطروح والاختلافات الشخصية التي تؤثر على مصلحة الوطن وتضر بمصالح المواطن، حيث لم يعد هناك أمر خاف أو مكتوم، فالجميع يعرف من يريد طمس صوت من في المجلس، وإنضاج الألوان والأشكال في المهاترات والآلات المحركة لها، ومن يغوص في كرسيه وأكتافه لا تكاد تتحرك، ومن مسح على قسمات وجهه بلمسات ناعمة، ومن ينتفض دافعا بجسده إلى الأمام للعراك والصراخ.
الاهتمام الذي يحفزنا في الصحافة على تناول مشاكلكم في المجلس هو المواطن ومصلحته، علنا نجد مخرجا عمليا يعرف البعض على الاتجاه الصحيح في التفكير.