يشكو السواد الأعظم من المواطنين وتحديدا من شريحتي ما تبقى من الطبقة المتوسطة والأخرى الدنيا بعدم رضاهم، بل ومن استيائهم الشديد من الارتفاعات المستمرة غير المبررة في أسعار جميع المنتجات والخدمات المعروضة في السوق المحلية، إضافة إلى أسعار المطاعم ومحلات تصليح السيارات “حتى اللي ينفخون تايرات السيارة ياخذون خمس ربيات”، والأخرى الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، والحلاق العادي “المدعوس في الفرجان العتيجة رفع سعر التحسونه من دينار إلى دينارين، يعني ما بقى شي ما ارتفع سعره”.

ما دفعني لطرح هذا الموضوع المؤلم هو ما شد انتباهي كبقية الحضور، عندما كنت واقفا أنتظر دوري عند أحد “الخبابيز” في صبيحة أحد الأيام الماضية، ذلك الطلب الغريب الذي تقدم به أحد المواطنين، إذ قال للخباز “عطني بنص ربية ماي نخي وقرصين”، تخيلوا حال هذا المواطن البسيط.. بالله عليكم أمثال هؤلاء المواطنين المتعففين وهم كثر كيف تفرض عليهم زيادة في المنتجات والخدمات المعروضة، وعلى مجموعة من السلع، والتي سوف تفرض على المواطن صاحب الدخل الضعيف الكثير من الأعباء المالية الإضافية، وترهق ميزانيته الشهرية التي هي أصلا محدودة “وما فيها فجه”، ويئن ليلا ونهارا من شيخوختها وضعفها وضيق الحال ورعونة الحياة التي لا ترحم؟

 ومن باب الإنصاف والعدالة الاجتماعية ومراعاة ظروف المواطن الاقتصادية، المطلوب إعادة النظر وتعديل المستوى المعيشي للمواطنين وفق معايير استحقاق علاوة الغلاء للفئات المستفيدة حاليا من العلاوة، وذلك برفع ما نسبته 10 بالمئة من قيمة علاوة الغلاء الـ (100 دينار و70 دينار و50 دينار)، في حين ندرك أن هذا الطرح لا يتوافق البتة مع طموح وتطلعات المواطن ولا يسد الحد الأدنى من احتياجاته، ولكن “أحسن من ماميش”، وأقل ما يمكن اتخاذه تماشيا مع المرحلة الاقتصادية الاستثنائية التي تمر بها المملكة “لين الله يفرجها”. وعساكم عالقوة.