أبلغت “البلاد” بأنها قدّمت اقتراحًا لاستضافة اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد البرلماني الدولي بالمنامة
زينل تقود مبادرة لتشجيع فتح المصانع الكبرى بالبحرين
تعزيز التعاون الاقتصادي في اللقاء الافتراضي مع كبير المشرعين الصينيين
الدبلوماسية البرلمانية الظهير الشعبي للنشاط الحكومي الخارجي
نتائج لقاء زينل مع رئيس البرلمان الكوري فاق مساره البروتوكولي
زينل تحث أهم رجلين بالدولة الكورية للاستثمار الصناعي بالبحرين
زينل تمثل ثلاثية الديمقراطية البحرينية والثقة بالمرأة والإسلام المعتدل
مقعد البحرين لم يشغر بأي جلسة من فعاليات المؤتمرات البرلمانية في النمسا
التوجه شرقا.. هو تطبيق ميداني سلكته دول الخليج العربي بالفترة الأخيرة، حيث استثمرت الصعود الاقتصادي للصين، كوريا الجنوبية واليابان، وعززت العواصم من شراكاتها التجارية مع دول جنوب شرق آسيا، ما أدى لمضاعفة حجم التجارة الثنائية وارتفاع مرتبة الشراكة الاقتصادية.
العلاقة بين البلدان الخليجية والآسيوية تقوم على معادلة المنفعة المتبادلة، حيث تعتبر هذه الدول – وعلى رأسها الصين- أكبر مستهلك للطاقة في العالم، وثلث وارداتها من النفط تأتي من دول الخليج.
والبحرين ليست بمعزل عن تلاقي المصالح الاقتصادية، حيث تنشط التسهيلات للمستثمرين وتعد الأرضية التشريعية لانطلاق المشروعات وتوليد فرص العمل وتنشيط الاقتصاد وزيادة معدل النمو. وحسب الإحصاءات، فإن معظم واردات دول الخليج هي بضائع من الدول الشرقية، حيث التصنيع والخدمات بأسعار مناسبة.
فروع لشركات كورية بالبحرين
وشهدت الأشهر الماضية مروحة من الاجتماعات واللقاءات والزيارات بين المسؤولين البحرينيين ونظرائهم الكوريين الجنوبيين، وانعكس هذا النشاط بحزمة من المبادرات والمشروعات كل في مجال اختصاصه، إذ وقع القائد العام لقوة الدفاع المشير خليفة بن أحمد آل خليفة مذكرة تفاهم مشتركة مع وزارة الدفاع الوطني الكورية، واستؤنف تعليم اللغة الكورية للطلبة في جامعة البحرين، ويوجد مخطط لعرض مسلسلات كوريا بشاشة تلفزيون البحرين.
وتمثل الدبلوماسية البرلمانية الظهير الشعبي للنشاط الحكومي في جولات تثبيت الموقف البحريني بالسياسة الخارجية، ولا تعتبر ظلا، وإنما توأما في القول والفعل، من خلال ما تتيحه من فتح لأبواب كبار المسؤولين في البلدان الصديقة. وشهد شهر سبتمبر الماضي نشاط مكثفا لرئاسة مجلس النواب في هذا المجال.
المحطة الأولى كانت بكوريا الجنوبية، حيث بدا المشهد لافتا في سيؤول التي تتقدم 6 ساعات عن المنامة، ونجحت رئيسة مجلس النواب فوزية زينل في نسج علاقة إيجابية فاقت التوقعات مع رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) بارك بيونج سيوج، وجاءت حصيلة الزيارة الرسمية أكبر من التوقع لمسارها البروتوكولي من لقاءات رسمية شملت لقاء مع رئيس الوزراء الكوري كيم بو كيوم وتوقيع مذكرات للتفاهم والتعاون البرلماني.
ومازالت ذكريات زيارة رئيس البرلمان الكوري للبحرين عالقة في ذهنه، حيث زار المنامة بأزهى أيامها، وهي 14 فبراير 2021، وتزامنا مع الذكرى العشرين لإقرار الميثاق، وتشرف بلقاء جلالة الملك برفقة الرئيسة زينل.
وعندما يُذكر اسم كوريا الجنوبية، فإنه يقترن بالتكنولوجيا المذهلة، حيث تتداول أجهزة (سامسونج) في أيدي البحرينيين وتنتشر سيارة (هيونداي) بالشارع وتستخدم تقنيات أخرى كورية متطورة. وهو ما انعكس بنجاح مشروع “سجلات” الذي أبصر النور بتكنولوجيا كورية، والمساهمة في توسعة المصفاة بشركة بابكو، وجارٍ العمل على وضع نظام “صحتي” للضمان الصحي بعقل كوري، وموجود 18 شركة كورية تستثمر في 58 مشروعا بالبحرين.
وحثت زينل أهم رجلين في هرم الدولة الكورية بضرورة الاستثمار الصناعي بالبحرين، من خلال فتح فروع للشركات المتقدمة بمختلف المجالات، وجاء الرد بالإيجاب منهما، وهو ما قادها فورا لاغتنام دفء العلاقات البرلمانية بين المنامة وسيؤول لمهاتفة الوزراء المعنيين؛ لحضهم على اغتنام هذه اللحظة واتخاذ ما يلزم من إجراءات. ووعدت خيرا.
وتستند دعوة زينل إلى لغة الأرقام والعصر، حيث يبلغ حجم التبادل التجاري بين المنامة وسيؤول قرابة 700 مليون دولار خلال العام 2019، أما في لغة العصر، فإن كوريا الجنوبية تعتبر جمهورية ذكية من خلال إدارة استثمار التكنولوجيا في إدارة المنشآت والمرافق، وكل شيء يدار بالشاشات والأجهزة الذكية.
أما على مستوى النشاط السياسي والدبلوماسي، فإن البلدين سيحتفلان في هذا العام بمرور 45 عاما على بدء علاقاتهما الدبلوماسية، واستؤنف فتح سفارة سيؤول بالمنامة في العام 2011، ولا ينسى الكوريون أن أول رحلة للشرق الأوسط كانت تمر عبر بوابة مطار البحرين، ولكن متى ستفتح المنامة سفارتها بسيؤول؟ هذه كانت رغبة رئيس الوزراء الكوري التي أبلغها للرئيسة زينل أثناء زيارتها الأخيرة، ونقلتها للمسؤولين المعنيين.
توجهات مباشرة للوزراء الصينيين
المحطة الثانية في نشاط الدبلوماسية البرلمانية كانت عبر الاتصال المرئي، عبر لقاء أجرته الرئيسة زينل مع كبير المشرعين الصينيين لي تشان شو، وهو رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني (رئيس البرلمان).
وتغلب لغة الاقتصاد عند الحديث مع الصينيين، وهو ما ساد النقاش البرلماني بين المنامة وبكين، إذ كررت الرئيسة مطلبها بضرورة عدم الاكتفاء أن تكون البحرين فضاء لبيع الإنتاج، وإنما أن تكون موطنا للإنتاج، من خلال فتح فروع للشركات الصينية المتقدمة بالبحرين، والاستفادة من المزايا والتسهيلات للمستثمر الصيني، وهي من الأمور التي لا تغيب عن بال الصينيين بعد تجربتهم الناجحة بمشروع مدينة التنين وقيادتهم لمشروعات تنموية ضخمة بالبحرين، ربما يكون أبرزها مشروع إنشاء الوحدات السكنية بمشروع شرق سترة، وشركة (هواوي) للشرق الأوسط وشركة إنشاء محطة الدور 2 للكهرباء.
وتشير الإحصاءات إلى ارتفاع التبادل التجاري غير النفطي بين البحرين والصين، حيث بلغ 1.7 مليار دولار في العام 2020، وبلغت صادرات المنامة 18 مليون دولار، وصادرات بكين 1.76 مليار دولار. وتعتبر الصين أكبر دولة تورد السلع للبحرين.
وأثناء اللقاء مع رئيس البرلمان الصيني، فقد حضر عدد من الوزراء المعنيين، الذين تلقوا التوجيهات المباشرة من كبير المشرعين بضرورة زيادة التعاون في المجالات التجارية خصوصا في قطاع الطاقة والبنية التحتية والتجارة الإلكترونية.
لقد رصدت الرئيسة وفريق العمل البحريني هذه اللحظة عندما أديرت كاميرا الاتصال المرئي في لقطة جماعية تضم رئيس البرلمان ومعه بغرفة الاجتماع أهم الوزراء بالإدارة الصينية.
أجواء هذا الاجتماع قادت الرئيسة مجددا لإجراء اتصالاتها مع المسؤولين المعنيين؛ لاتخاذ اللازم.
المعاني الثلاثة
المحطة الثالثة، ما لاحظته أثناء فترة مشاركة الشعبة البرلمانية البحرينية الأخيرة بالمؤتمر العالمي الخامس لرؤساء البرلمانات وقمة رئيسات البرلمانات والقمة العالمية الأولى لمكافحة الإرهاب المقام في النمسا تدفق أخبار استقبالات الرئاسة لنظرائها من الدول العربية والأجنبية.
وقالت زينل: لم تكن هذه اللقاءات لالتقاط الصور التذكارية وإنما استثمرت كل دقيقة للتباحث حول القضايا المشتركة وبما يخدم الموقف البحريني والخليجي، خصوصا أن هذه الفعاليات البرلمانية شهدت حضور 135 وفدا برلمانيا من مختلف دول العالم.
وذكرت أن هذه الفعالية البرلمانية جاءت بعد انقطاع طويل للنشاط الحضوري، حيث عطلت الجائحة عقد الاجتماعات الودية والتي لا تتاح عبر الاتصال المرئي.
وكان التساؤل عن الصديق البرلماني العتيد رئيس البرلمان الكوري. هنا ضحكت الرئيسة زينل، وقالت إنه حرص على أن يفد للموقع الذي أكون فيه رفقة عدد كبير من المرافقين البرلمانيين والإداريين، جاء لإلقاء التحية والتأكيد على تجديد اللقاء في سيؤول.
لقد حرصت الرئاسة في هذه المشاركة البرلمانية على ألا يشغر مقعد البحرين بأي فعالية أساسية أو مصاحبة لمؤتمر الرؤساء، حيث كانت الرئيسة زينل هي رئيسة البرلمان العربية الوحيدة بالقاعة الكبرى عند إلقاء البيان الختامي لمؤتمر رؤساء البرلمانات. وكان هذا المشهد لافتا لبقية الدول، وانعكس بشكل إيجابي من خلال توجيه دعوات للوفد البحريني للمشاركة في فعاليات عديدة لإثراء النقاش والاستفادة من التجربة البرلمانية البحرينية، وتفنيد المزاعم عن العرب أو المسلمين.
وينظر المنصفون للرئاسة أنها تلخص المسيرة الديمقراطية البحرينية، حيث تتقلد هرم المؤسسة البرلمانية المنتخبة سيدة عربية مسلمة، وهو ما يعكس عمق الوعي البحريني باختيار المرأة لتولي هذا الموقع الرفيع والمهم، فضلا عن دلالاته السياسية والثقافية التي تزيح الصور الذهنية النمطية عن العوائق الدينية من تولي المرأة لمواقع صنع القرار.
وقالت الرئيسة: أقول دائما لمن ألتقيهم أنني أمثل 3 معانٍ.. أمثل الديمقراطية والمرأة والإسلام المعتدل.
وكان لشغف الحضور البحريني في الاجتماعات البرلمانية المكثفة نتائج أخرى بالتوافق التام على استضافة المنامة لاجتماع لجنة مكافحة الإرهاب، وسيزور رئيس وأمين عام الاتحاد البرلماني الدولي المنامة في شهر ديسمبر المقبل، إلى جانب دعوة عدد من رؤساء المجالس التشريعية بدول أوروبية مثل بلجيكا والنمسا وإيطاليا وروسيا وغيرهم، حيث سيصل الوفد البرلماني من موسكو في شهر نوفمبر المقبل.
كما اقترحت زينل استضافة البحرين لاجتماع الجمعية العمومية للاتحاد البرلماني الدولي بالعام 2023 في البحرين، وتقرر دراسة هذا الاقتراح، والذي فيما لو أبصر النور فسيرسخ من مكانة البحرين الحضارية والدبلوماسية والبرلمانية، ويعتبر من منجزات الرئاسة والدبلوماسية البرلمانية.