العدد 4737
الأحد 03 أكتوبر 2021
banner
مناورات إيران قرب أذربيجان
الأحد 03 أكتوبر 2021

رغم العلاقات الطيبة والمحترمة بين إيران وأذربيجان باعتراف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده نفسه، وما تتسم به من قنوات اتصال معتادة على أعلى مستوى، إلا أن إيران أصرت على موقفها، وقامت في الأول من أكتوبر الجاري بإجراء مناورات عسكرية في شمال غرب البلاد، قرب الحدود مع أذربيجان التي انتقدت هذه المناورات عند الإعلان عنها، لكن طهران لم تعرها أي اهتمام.
انتقاد أذربيجان كان بصيغة دبلوماسية متوازنة ومقبولة، إذ أكد رئيسها إلهام علييف أن إجراء المناورات حق سيادي لإيران، لكنه تساءل فقط عن توقيت وأسباب إجرائها عند حدود بلاده بهذا الشكل المفاجئ، وهو ما ردت عليه طهران بطريقة متعجرفة ومراوغة وخادعة عبر قائد القوات البرية للجيش، العميد كيومرث حيدري، معتبرًا أن “انتقاد أذربيجان بهذه الطريقة مثير للاندهاش، حيث إن المناورات أمر سيادي ومن أجل السلام والاستقرار في المنطقة بأسرها”.
إضافة إلى ذلك، لم تتخل إيران عن نهجها بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول واعتبار نفسها وصية على مواقف وتصرفات تلك الدول وعلاقاتها الخارجية، إذ أكدت الخارجية الإيرانية أن طهران “لن تتسامح مع أي شكل من تواجد الكيان الإسرائيلي بالقرب من حدودها، وفي هذا المجال، ستتخذ ما تجده مناسبا لأمنها القومي”، في رسالة تحمل الرفض والتهديد لكل من إسرائيل وأذربيجان على ما بينهما من علاقات، كما أنها رسالة تخويف لجماعة معتبرة من السكان من القومية الأذرية تعيش في إيران، خصوصا في المحافظات الشمالية الغربية المحاذية لأذربيجان وأرمينيا، وتخشى إيران مما قد يتولد لديهم من نزعات انفصالية.
هذه القضية تؤكد أن إيران أولا تعيش وضعًا داخليًا هشًا قد ينفجر بأية لحظة، وتؤكد ثانيًا أنه لا يمكن الوثوق في طهران، إذ سرعان ما تنقلب هذه الدولة وتعلي مصالحها وفقًا لرؤيتها القاصرة والمرتبكة التي تدفعها لمغامرات غير محسوبة وممارسات غير مشروعة بحق الدول الأخرى، تحت حجج ومبررات واهية لا تراها إلا إيران.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية