العدد 4718
الثلاثاء 14 سبتمبر 2021
banner
المسلمون بعد 20 عامًا من أحداث 11 سبتمبر
الثلاثاء 14 سبتمبر 2021

ستظل أحداث 11 سبتمبر 2001 من الأحداث التاريخية المفصلية التي غيرت ملامح أساسية في النظام الدولي، وفي سياسات ومواقف الدول، بل وفي تطورات وحياة العديد من دول العالم، فكانت وبالاً على أناس ومنحة لآخرين، كارثة على دول وباب تمكين ونفوذ لأخرى، فتضرر البعض واستفاد آخرون، ووقف ثالث موقف المشاهد والمتابع للفريقين لظنه بابتعاده عن الموضوع برمته.

المفترض والمتصور أن يكون تأثير تلك الأحداث سلبيًا تمامًا على المسلمين داخل الولايات المتحدة الأميركية بعد أن تم الربط بين الإسلام والإرهاب، وراج مصطلح الإسلاموفوبيا رواجا كبيرا ووجد سوقًا واسعة وزبائن من أصناف شتى من البشر كأنها كانت تترقب مثل هذا اليوم لتنال من هذا الدين وأتباعه.

إلا أن مجلة “إيكونوميست” نشرت تقريرًا مؤخرًا يقول خلاف ذلك، إذ تؤكد أن العشرين عامًا الماضية كانت فترة ذهبية للمسلمين الأميركيين، فقد تضاعف عددهم إلى 3.5 ملايين وزاد حضورهم في الحياة العامة أضعافا مضاعفة، كما زاد عدد المساجد في مرحلة ما بعد 2001 إلى الضعف، وزادت نسبة تعلم المسلمين، ومن يشغلون مهنا مرموقة مثل الطب والصحافة، إضافة إلى وجود فنانين وكتاب مسلمين بأعداد مقبولة ولهم إسهامات وتأثيرات ملموسة في المجتمع، حيث حصلوا على جوائز مهمة، إضافة إلى سياسيين تم انتخابهم على مستويات ودوائر مختلفة وصلت إلى الكونغرس بانتخاب كل من رشيدة طليب وإلهان عمر.

الغريب أن كل هذا التقدم والتحسن في أوضاع المسلمين الأميركيين يتزامن مع زيادة عدد من يرون أن “الإسلام” يحض على العنف، إذ يرى نصف الأميركيين وغالبية الجمهوريين ـ وفقا للمجلة الأميركية ـ أن الإسلام يدعو إلى العنف، وهو ضعف العدد الذي كان يحمل نفس الرأي عام 2002، فهل هؤلاء لا يرون حقيقة المسلمين وتعاملاتهم وتأثيراتهم وإسهاماتهم في المجتمع؟! أم أن هناك حجابا ما على إنجازاتهم، أم أن هناك موقفا ثابتا لم ولن يتغير تجاه المسلمين والإسلام؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية