العدد 4730
الأحد 26 سبتمبر 2021
banner
القنبلة أم البقاء
الأحد 26 سبتمبر 2021

في تصريح يعكس مدى الإحباط من المراوغات الإيرانية والاستياء من سلوك طهران في ملف خطير كالبرنامج النووي، ويعبر عن المستوى المقلق الذي وصل إليه هذا البرنامج، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في 23 سبتمبر 2021 “إن عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي مع إيران ستصبح في مرحلة ما غير مجدية في ظل استمرار تطوير إيران برنامجها النووي”، معربًا عن استعداد أميركا للعودة إلى محادثات فيينا بشأن الاتفاق النووي مع إيران، التي لم يصدر منها “أي مؤشر” حول موعد عودتها إلى طاولة المفاوضات.

واضح أن هناك آمالا أوروبية أميركية معقودة على التفاوض وإمكانية الخروج باتفاق يقيد طهران ويكبح جماح برنامجها النووي، والذي تشير تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أنه في مستويات متقدمة وقريب من امتلاك الأسلحة النووية.

وواضح أيضًا أن إيران استطاعت استغلال الفترة التي تحررت منها من قيود الاتفاق النووي في الإسراع بمعدلات تخصيب اليورانيوم والهروب من الضغط الدولي عليها، والعمل منفردة بعيدًا عن عيون مفتشي الوكالة.

لهذا، أكد الإسرائيلي موشيه يعلون وهو وزير أمن سابق ويتولى منصب رئيس شعبة الاستخبارات “أمان” منذ التسعينيات وحتى اليوم،  في مقال له بصحيفة “يديعوت أحرنوت”، أن بقاء الضغط الدولي يحد من حرية إيران ويقيد تصرفها في برنامجها النووي، كما حدث في 2003 عندما جمد النظام الإيراني المشروع النووي خوفا من هجوم أميركي، وفي 2012 عندما وجد خامنئي نفسه أمام معضلة “القنبلة أم بقاء النظام”، نتيجة الضغوط السياسية والاقتصادية والتهديد بعمل عسكري ضده.

يرى يعلون أن الحل والطريق الصائب في هذا الموضوع هو إيصال النظام الإيراني مرة أخرى إلى تلك المعضلة وهي “القنبلة أم البقاء”، وذلك من خلال العمل الجماعي الدولي الهادف إلى عزل سياسي للنظام الإيراني، ثم فرض عقوبات اقتصادية قاسية ومتدرجة مع التهديد الجدي بالعمل والخيار العسكري إن لزم الأمر ذلك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية