جميل أن يكون هناك اتفاق على قيم إيجابية دافعة ومحفزة للتقارب بين البشر جميعًا، وجميل أيضًا أن نتحد ضد كل من يسير عكس هذا الاتجاه الذي يخدم الإنسانية ويزيد من إمكانيات النفع المشترك بين المجتمعات ويخلق المحركات التي تؤدي لنظام دولي إنساني عادل وخير.
فقد أحدثت تصريحات مسؤول رياضي تحمل إساءات واتهامات عنصرية خلال بث مباشر لسباق دراجات في أولمبياد طوكيو ردة فعل رافضة وقوية، بدأها من كان يعلق على السباق، إذ أعرب عن اندهاشه الشديد من سماعه هذه التصريحات التي يجب ألا يكون لها مكان في عالم اليوم الذي يواجه تحديات كثيرة ويتطلع لتحقيق غايات مشتركة لن تتمكن دولة بمفردها من تحقيقها، ولن تستمتع مجموعة من الدول بها إن لم تعم وتتحقق للبشرية كلها.
أكد المعلق أن الإساءة التي وقع فيها المسؤول الرياضي ضد أحد المتسابقين لا مكان لها في الرياضة، وأنه لا يجد من الكلمات التي تنفذه من حجم الحرج الذي تسببت فيه، ثم تبعه اعتذار المسؤول نفسه، موضحا أن ضغط المنافسة جعله يسيء اختيار الكلمات.
بعدها، توسعت دائرة الاعتذارات والإدانة، بدءًا من الاتحاد الذي ينتمي له صاحب التصريحات المسيئة، حيث أكد الاتحاد مساندته القيم الأولمبية للاحترام واللعب النظيف والتسامح، ثم تفننت الفرق الرياضية المشاركة في البطولة في التعبير عن احترامها التسامح والمساواة ورفضها العنصرية ومحاولات الفرقة والتفرقة بين الشعوب والمجتمعات.
أكبر من الخطأ هو ألا نعترف به وأن نتمادى فيه، فهنا الخطر الأكبر الذي يستحق الحساب والعقاب كي لا تتفاقم العواقب وتزداد الأمور سوءًا، بينما الاعتراف سريعًا بالخطأ والاعتذار عنه فضيلة مهمة، وقد يكون نقطة جديدة من نقاط العمل الجماعي والتحرك الإنساني لغرس قيم جامعة ومبادئ عامة يحتاج إليها المجتمع الدولي في مساعيه الرامية لسد الثغرات التي تؤدي لتعميق التباين والانقسامات بين الدول، بل وداخل الدولة ذاتها، فعندما تسود هذه القيم وتتحكم في سلوكيات الدول والأفراد يمكننا عندها أن نتطلع لنظام دولي إنساني عادل ومنصف وشفاف.