في مقابلة صحافية مع “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية ووصفت بالنادرة، حذر رئيس وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية من أن الإرهاب لا يزال يشكل تهديدا حقيقيا للنظام العالمي حتى بعد مضي عشرين عامًا على هجمات 11 سبتمبر، حيث تطور الإرهاب وكلف حياة الكثير من البشر، كما ازداد عدد الإرهابيين والخطر الذي يشكلونه، مشيرا إلى أن تنظيم داعش تحول إلى “شبكة لا مركزية” مثل تنظيم القاعدة، حيث “تنتشر تنظيماته الفرعية” في دول عدة.
كان عام 2019 مفصليًا في حياة هذا التنظيم، حيث شهد لحظة مهمة من لحظات التفوق في مواجهته وهي مقتل زعيمه في العراق أبوبكر البغدادي وتراجع قوة التنظيم بشدة في كل من العراق وسوريا وسقوط خلافته المزعومة، لكن يبدو أن هذا التراجع دفع تنظيم داعش لإعادة تقييم الموقف والتفكير في كيفية إعادة تنظيم صفوف المنتمين له وتوحيدهم حول الفكرة وهي العنف والتفجيرات والتطرف والإرهاب، وليس حول الهدف وهو إقامة دولة إسلامية هنا أو هناك، وهو ما فعلته القاعدة من قبل بتحولها من تنظيم إلى فكرة لا مركزية تنتشر في الأدمغة والعقول دون أن يجمعها رابط مؤسسي.
يبدو أن داعش وجد في جائحة كورونا ضالته، إذ يشير المتابعون والمتخصصون إلى أن تفشي تلك الجائحة في الشرق الأوسط أدى إلى إضعاف بعض الحكومات وتزايد نسبة الإحباط بين الناس، إضافة إلى وجود مخيمات اللاجئين في شمال سوريا والتي تشكل أماكن مهيأة وخصبة لنفاذ مثل هذه التنظيمات الإرهابية باستغلال احتياج الناس والعمل على استقطابهم من خلال محاولة توفير ما يحتاجونه من طعام وشراب وأساسيات حياة يفتقدونها في المخيمات.
ولأن المال عصب بقاء التنظيم، فقد نجح داعش ـ وفقا للمراقبين ـ في توفير أساليب جديدة لجني الأموال، بتبني تكتيكات الجريمة المنظمة مثل فرض ضرائب غير قانونية على طرق نقل النفط والطرق التجارية واستخدام الفنادق والعقارات، وهو أمر استراتيجي على جميع الدول أن تنتبه إليه وتضع استراتيجيات جديدة للمواجهة، وتكون قادرة على تجفيف منابع هذا الإرهاب ومصادر تمويله.