العدد 4667
الأحد 25 يوليو 2021
banner
بين التكنولوجيا والعمالة البشرية
الأحد 25 يوليو 2021

ربما تكون كلمة البعد بمشتقاتها الأكثر استخدامًا منذ أن ظهرت جائحة كورونا، فكان التعليم عن بعد والزيارات عن بعد وحتى الصلاة باتت عن بعد، لتجنب الاختلاط والزحام وكإجراء احترازي من الفيروس.

أما العمل عن بعد ورغم أنه من بين هذه الإجراءات الاحترازية التي صاحبت أزمة كورونا إلا أنه بدا وكأنه هدف لها ضمن توجه عالمي للاعتماد على التكنولوجيا والابتعاد أكثر وأكثر عن العمالة البشرية لتقليل التكلفة وضمان الجودة والدقة في العمل من وجهة نظر أصحاب هذا الاتجاه.

آدم ماكهيل، نائب الرئيس الأوروبي لشركة سيسكو (وهي شركة تبني تكنولوجيا تمكن الأشخاص من العمل عن بعد)، أكد أن حركة الإنترنت زادت بمعدل كبير، حيث دفع وباء كورونا لأن تكون البنية التحتية لاتصالات النطاق العريض اللاسلكية بنية تحتية وطنية مهمة. ولاشك أن الكثير من الشركات - وكذلك الأفراد - قد حققت أرباحًا خيالية من هذا التوجه الرقمي، لكن لا يمكن إنكار وجود ضحايا كثر أيضًا، وهو أمر لا يهم زعماء هذا التوجه الخالي من البعد الإنساني تمامًا، وبعيدا عن العواطف الإنسانية فإن الاعتماد فقط على التكنولوجيا رغم أنه يبدو غير مكلف أو أقل كلفة، إلا أنه محفوف بمخاطر كبرى تجعل من هذا الخيار خيارا خاطئًا بل وكارثيًا.

فقد تزامنت قراءتي لموضوع عن مستقبل العمل عن بعد وآفاقه بفضل الابتكار الرقمي، مع موضوع آخر يفيد بتعرض العديد من المواقع الإلكترونية لشركات طيران وبنوك وشركات تكنولوجيا، من بينها دلتا إيرلاينز وكوستكو هول سايل وأميركان إكسبريس، لانقطاعات كبرى في الخدمة، في واقعة هي الثالثة من نوعها خلال شهرين، بعد أن شهدت مواقع للتواصل الاجتماعي ومواقع حكومية وإخبارية على الإنترنت حول العالم انقطاعات في الخدمة في يونيو، وأشارت بعض التقارير حينها إلى خلل فني في شركة “فاستلي” المزودة لخدمات خوادم سحابية في الولايات المتحدة، إضافة إلى مئات الأخبار عن التجسس وغيرها التي تؤكد إمكانية تعرض هذه الشركات والمؤسسات لخسائر طائلة في دقائق معدودة تفوق كثيرا تكلفة الاعتماد على العمالة البشرية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .