العدد 4646
الأحد 04 يوليو 2021
banner
بطولة اليورو بحضور فيروس كورونا
الأحد 04 يوليو 2021

وسط حرص شديد وربما مبالغ فيه من قبل معظم دول العالم في مواجهة جائحة فيروس كورونا “كوفيد 19” لدرجة أوصلت بعض الدول إلى فرض حصار شديد على دخول بعض الأماكن وتقييد الحركة وفرض عقوبات رادعة ضد كل من لا يلتزم بالتدابير والإجراءات الصحية التي يتم إقرارها، أملا في تجاوز تلك الجائحة بأقل الخسائر البشرية والتكاليف المادية، شاهدنا منظرًا مغايرًا في ملاعب كرة القدم خلال بطولة كأس الأمم الأوروبية، حيث اكتظاظ الجماهير في المدرجات ودون لبس الكمامات أو مراعاة أية مسافات أثناء مشاهدة المباريات مع الاحتفال بالأهداف باحتضان بعضهم البعض دون خوف أو تفكير من عدوى أو مرض.

بطبيعة الحال، هذا الوضع يعكس مدى الضيق الذي وصل إليه الكثيرون من طول مدة المواجهة ضد هذا الفيروس، وحالة الملل من العزل المنزلي والتباعد الاجتماعي والحصار الاقتصادي والمنع السياحي والخوف التعليمي، لدرجة جعلت الناس يتحينون أية فرصة للخروج والتغيير والتمرد على هذه الحياة “المميتة” والمعاكسة للطبيعة البشرية.

إلا أن ما شاهدناه من حياة مبهجة ومزدحمة في ملاعب كرة القدم الأوروبية زاد من شكوك البعض حيال طبيعة الجائحة وكيفية تسييرها من قبل جهات تأمل تعميق الخوف وإثارة الهلع وعدم التفكير لا من قريب أو بعيد في عودة الحياة الإنسانية “الآمنة”، واستمرار البحث عن سبل التكيف مع أزمة طويلة ممتدة لا نهاية لها.

استغرق الأمر عدة أيام لتنتبه منظمة الصحة العالمية إلى الأمر وتطلق تصريحاتها وتحذيراتها وتلقي اللوم على هذا الحدث الكروي بأنه السبب الرئيسي وراء الزيادة الحالية في الإصابات بمرض كوفيد-19 بأوروبا، وإنهاء تراجع الإصابات الجديدة الذي استمر طيلة عدة أسابيع، مع احتمال بدء موجة جديدة من الجائحة إذا ما استمر المشجعون في سلوكياتهم البعيدة عن الاحتياط والحذر.

هذه الحياة خارج وداخل ملاعب كرة القدم خلال بطولة اليورو تطرح الكثير من التساؤلات حول طبيعة وحقيقة الأزمة الصحية والمعاناة الإنسانية التي تعيشها البشرية منذ فترة وبدلت ملامح الحياة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية