+A
A-

أعمال النظافة اليومية.. دوامة لا تتوقف من العمل

تولي وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني ممثلة في شؤون البلديات أهمية بالغة لموضوع النظافة في مملكة البحرين، لذلك فإن أعمال النظافة في المحافظات الأربع هي أشبه بعقارب الساعة التي لا تتوقف، فأعمال النظافة تبدأ من الساعات الأولى من الصباح الباكر، وتستمر حتى ساعات متأخرة من اليوم ، وهي مستمرة على 24 ساعة على مدار الأسبوع .

وفي هذا التقرير سنسلط الضوء على أعمال أقسام النظافة في أمانة العاصمة والبلديات الثلاث والتي تقدم خدمات النظافة الى مليون ونصف نسمة في البحرين حسب احصائية 2020 حيث تتركز آلية العمل في هذه الأقسام على أساس خطة العمل المتكاملة التي تقدّمها شركات النظافة الموكل إليها مهام النظافة في المحافظات الأربع في بداية عقد العمل، ويتم تطويرها باستمرار لتغطية كافة المناطق العمرانية والاسكانية الجديدة ،والتي تشمل المحافظات الأربع وتشمل الخطة توزيع القوى العاملة والآليات المستخدمة وأوقات العمل والتفتيش والمراقبة إضافة إلى رفع تقارير الدورية عن سير العمل.

ويبدأ العمل اليومي الميداني في الساعات الأولى من النهار حيث تنتشر الفرق في الساعة الرابعة صباحًا لتنظيف خطوط السير في الشوارع والطرقات سواء بالكنس اليدوي أو الكنس الآلي،

ويعمل بصورة يومية اكثر من 2891 ما بين عامل نظافة وسائق ومفتش ومسؤول في نظافة المحافظات الاربع مع أسطول من الآليات تصل الى ( 260) آلية ، ومنها مركبات الكنس الآلي، وشاحنات كبس القمامة الصغيرة منها والكبيرة وشاحنات نقل النفايات ومركبات القطر ورافعات خاصة للنفايات الكبيرة والمخلفات الزراعية.

وتقوم (البلديات) بالإشراف على تنفيذ خطة العمل وضبط المخالفات وارسال الطلبات إلى الشركة ومحاسبتها على أي تقصير إن وجد، اذ تستخدم اقسام النظافة في البلديات البرامج الخاصة بمراقبة أداء الشركة من حيث كمية ونوعية العمل ومدى تحقيق الأهداف المرجوة، ومراقبة الشكاوي والمقترحات، كما تتيح الأنظمة الالية مراقبة جميع الآليات والمركبات عبر أنظمة GPS ومعرفة حجم عملها وساعات العمل ومتابعة أداءها باستمرار.

إن فرق المفتشين في البلديات وبالتعاون مع مفتشي شركات النظافة تشكلان العصب الرئيسي لمراقبة تنفيذ خطط النظافة اليومية في الأحياء السكنية والتجارية والسواحل والمناطق المفتوحة والزراعية، كما تراقب هذه الفرق جميع المخالفات البلدية وتصدر الإخطارات اللازمة وتشرف على إزالة المخالفات مثل السيارات المهجورة والمعروضة للبيع على الأرصفة.

من جانب آخر، تشهد مملكة البحرين نموًا نوعيًا في توسعة الرقعة الخضراء وإنشاء الحدائق والمماشي وتطوير السواحل وغيرها، وتقوم شركة النظافة بتوفير كافة خدمات التنظيف لهذه المواقع وإزالة المخلفات الزراعية منها، كما تقوم بعمليات شفط مياه المجاري من المناطق التي لا تتوفر فيها شبكة المجاري وشفط مياه الامطار من الشوارع.

وتخصص (البلديات) فريقا لأعمال الطوارئ تقوم بالاستجابة الفورية في أوقات الازمات وخاصة عند هبوب العواصف الرملية حيث تقوم بتنظيف الاتربة المتراكمة في الشوارع الرئيسية وإزالة الأشجار والمباني التي تتأثر بالرياح.

أما في موسم الامطار فتقوم الأمانة بتجهيز عشرات الصهاريج و المضخات لشفط ونقل المياه و التأكد من سلامة الطرق العامة .

إلى جانب ذلك تقود أقسام النظافة عمليات ضبط الباعة الجائلين في المناطق السكنية والتجارية ومصادرة بضاعتهم وإزالة كافة التعديات على الطرق العامة بالتعاون مع قسم الرقابة والتفتيش، بما في ذلك هدم البيوت الآيلة للسقوط وإزالة مخلفات الهدم والبناء وإزالة الأعمدة الحديدية التي توضع لحجز مواقف السيارات.

حجم المخلفات اليومية

تقوم شركات النظافة بإزالة مخلفات متنوعة بصورة يومية تصل الى (2036) طن يوميا بمختلف أنواعها المنزلية والتجارية والزراعية ومخلفات البناء والمنازل، وتأتي المخلفات المنزلية في المرتبة الأولى من مجموع المخلفات حيث ينتج الفرد في البحرين ما مقداره 1.08 كيلوغرام من النفايات يوميًا وهي نسبة تفوق المعدل العالمي الذي يبلغ من 0.75 كيلوغراما ، كما أن نسبة المخلفات المزالة اليومية من المخلفات المنزلية يصل الى 44% من مجموع المخلفات المزالة بشكل يومي ، وتأتي بعدها مخلفات البناء والتي تصل الى 32% من مجمل المخلفات المزالة بشكل يومي ،وتنقل جميع النفايات إلى مدفن عسكر بواسطة شاحنات كبس مغلقة تحافظ على عدم انتشار الروائح والتلوث.

وتقوم أعمال النظافة اليومية على إزالة المخلفات المنزلية والمخلفات الزراعية ومخلفات أنقاض البناء والسيارات المهجورة وكنس الشوارع الرئيسية والفرعية كنسا آليا ويدويا وإزالة الحيوانات النافقة والعمل على إزالة مخلفات البحر وحطام السفن ، وإزالة الإشغالات والتعديات بالتنسيق مع أقسام الرقابة والتفتيش ، وهدم المنازل الآيلة للسقوط والمهجورة ، وشفط خزانات الصرف الصحي للمنازل التي لا يوجد لديها شبكة صرف صحي ، وإقامة حملات النظافة بالتنسيق مع فرق الشراكة المجتمعية ، وكذلك غسل الحاويات وغسل الشوارع والطرقات وشفط مياه الأمطار والمستنقعات وتنظيف واجهات السواحل البحرية وأعمال التنظيفات في الأسواق العامة وتنظيف الحدائق والمتنزهات والمماشي وإزالة الإعلانات المخالفة والمنتهية الصلاحيات ، وتوزيع الحاويات واستبدال التالف منها ، واستقبال الشكاوي المتعلقة بالنظافة والعمل على معالجتها ، وكل ما يتعلق بأمور النظافة .

دور قانون النظافة

لقد جاء صدور القانون رقم 10 لسنة 2019 بشأن النظافة العامة ليسد فراغًا تشريعيًا هامًا في المملكة وتوفر غطاءً للضبطية القضائية المتوفرة لدى المفتشين ويضع لكل نوع من المخالفات البلدية العقوبة والغرامة المناسبة. إن القانون بطبيعته الخدمية يمكن تقسيمه إلى جزء بيئي وآخر بلدي لتشمل في مجملها الكثير من البنود التي من شأنها المحافظة على سلامة وصحة البيئة وتحسين نمط حياة المواطن ومعاقبة المخالفين والمتجاوزين.

وقد لوحظ انخفاض عدد المخالفات في الأشهر الأخيرة حيث أبدى المواطنون والمقيمون التعاون مع المفتشين في إزالة المخالفات وخاصة السيارات المعروضة للبيع وسيارات السكراب، ومازال العمل جاريًا في تنفيذ القانون بصورة تدريجية مصاحبة بحملات توعوية تساعد على سرعة تجاوب الرأي العام مع الأمانة.

إن الدور الحيوي لأقسام النظافة يتكامل مع الأقسام الأخرى في البلديات وخاصة العلاقات العامة التي تلعب دورًا هامًا في نشر الوعي البلدي والبيئي وحث المواطنين والمقيمين على التعاون مع البلديات في سبيل تطوير خدماتها وخلق بيئة راقية ينعم قاطِنوها بالصحة والسعادة.