العدد 4647
الإثنين 05 يوليو 2021
banner
د.خالد زايد
د.خالد زايد
أهمية البحوث العلمية في تنمية المجتمع
الإثنين 05 يوليو 2021

تُعد البحوث العلمية بمختلف تخصصاتها ومساراتها وطبيعتها من أهم مقومات التنمية المستدامة في أي مجتمع، كما أن للبحث العلمي محاور رئيسية لتنمية قدرات الأفراد ورفع المستوى المعرفي بشكل عام والتقدم في معظم المجالات المهمة والمؤثرة داخل الدولة، وذلك من خلال إنشاء مراكز للبحوث والدراسات لخلق مناخ علمي وفكري متميز ومتطور يحقق رؤى إيجابية يحتاجها المجتمع في ظل نهضة متجددة وطموحة.

كما أن للبحث العلمي تصورات مستقبلية كثيرة تساهم وتساعد في تنمية الجهات المختلفة كالاقتصاد والتعليم والصحة والثقافة والتكنولوجيا وغيرها من القطاعات المؤثرة في المجتمع، ويتحقق ذلك النجاح في تلك القطاعات بأساليب ومنهجيات وآليات متطورة من خلال إجراء دراسات عميقة وواضحة ليتم تطبيقها على أرض الواقع، ويمكن القول أيضاً إن أهمية البحث العلمي تكمن في كونه يحاول تغيير بعض المفاهيم والأفكار داخل المجتمع ليتمكن من استخدامها في المسار الصحيح، وهذا يعني أن المجتمع يسعى نحو تحديد أفكار وطرق سليمة مقرونة بإنجازات ونجاحات قادمة.

والجدير بالذكر أن البحث العلمي ضمن هذا المنظور يتطلب أن لا تقف هذه البحوث عند إنجازها ونشرها وإتاحتها على المواقع العلمية فقط، إنما تحويل نتائجها واستنتاجاتها وتوصياتها إلى واقع تطبيقي ملموس يعزز الكفاءة العملية للإنتاج والإنتاجية المرتبطة بطبيعة كل بحث وضمن الاختصاص المعد لأجله، لتشييد أرضية فكرية وعلمية تستطيع تحقيق رؤية هدفها إغلاق فجوات قد تكون مقلقة للمجتمع، وفي هذا السياق، تجب الإشارة إلى بعض النقاط المهمة في مجال البحث العلمي، وأقصد بذلك أن تتحول هذه النقاط إلى واقع تطبيقي وعملي ملموس لتحقيق أهداف مستقبلية ورؤية واضحة لاحتياجات المجتمع، ونذكر أبرزها.. الشراكة ومد جسور التواصل بين الجهات التنفيذية والقائمين على البحوث العلمية لتسليط الضوء على أهم نتائجها وإمكانية تنفيذها، وأيضاً الاهتمام بنتائج البحوث الاستراتيجية لوضع خطة عمل مناسبة لتنفيذها، فضلاً عن ضرورة نشر الوعي داخل المجتمع عن طريق مختلف وسائل الإعلام بأهمية البحوث العلمية ودورها في التنمية المستدامة.

كما يمكننا إنشاء منصة إعلامية مدعومة من جهة معينة تفتح المجال أمام الباحثين لنشر أبحاثهم واستعراض أهم النتائج والتوصيات فيها، لتمكين المهتمين من الاطلاع على هذه النتائج والتوصيات ومناقشتها من قبل الطرفين للاستفادة منها، وهنا يأتي دور الإعلام بمختلف وسائله وقدراته لإنجاح هذه الفكرة، وكي نتوصل إلى منظومة تؤدي أدوارها بالشكل الصحيح في نمو المجتمع وتحقق أهداف ومكتسبات ونجاحات وطنية مستمرة من خلال تنفيذ أبرز نتائج البحوث العلمية، فلابد من تعاون الجهات المعنية لوضع تصور ورؤية متكاملة تعمل على تحقيق أهدافها المستقبلية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .