في غمرة أسماء المتوفين من الجائحة وغيرها من المسببات الإلهية الأخرى، استوقفتني في الشهور الماضية أسماء شخصيات ذات أثر كريم في حياة الناس، حضورهم كان مختلفًا وصانعًا للأمل في غيرهم، منهم، الأخ عبدالعزيز جاسم المطوع (رحمه الله)، الذي توفي بسبب مرض عضال، وكان يوصف بين أقرانه بـ “طينة جنة” حيث لم يسبق له أن آذى أحدًا، والله حسيبه، كما كان طيب المعشر، ومصلحًا للخلافات ومهتمًا بتقريب الناس والسؤال عنهم.

وأستذكر المرحوم خالد سعيد العدوي، مؤذن جامع الغتم بإسكان الزلاق، والذي كان من أهل الخير والمساجد والرياض الخضراء، والدعوة للموعظة الحسنة. وكان رحيل الوالد محمد عبدالله جناحي صاحب مفروشات “سن فلاوزر” وهو أيضًا مصمم وممول نصب الصقر بالمحرق مؤلمًا أيضًا، وكنت قد أجريت معه رحمه الله لقاءا صحافيا عام 2017 في منزله بالرفاع بحديث عن نصب الصقر، حيث استقبلني يومها بحفاوة لقاء الأب بابنه بعد طول غياب.

وأشير أيضًا لرحيل الوالد يوسف عبدالله فولاذ رحمه الله وغفر له، والذي أحبه كل من عرفه حتى لو كانت معرفة قصيرة ومحدودة، فبوعبدالله الستيني الذي كان موظفًا سابقا بوزارة المواصلات، كان رحيمًا ومبتسمًا ومحبًا لعمل الخير، وحنونًا على المحتاجين وأصحاب العوز.

وتحدث الناس كثيرًا باهتمام وحزن، عن المرحوم المصور الصحافي عادل الذوادي، أحد أبرز المصورين بتلفزيون البحرين، والذي ساهم خلال عمله الدؤوب في إنتاج العديد من البرامج التلفزيونية، كما كان طيب معشر ودمث الخلق، وهي الباقية عند الله، وعند الناس أيضًا.

الأوفياء يذكرون حتى بعد مماتهم، تستحضر الذاكرة أفعالهم وحضورهم ومواقفهم، نتألم لفراقهم، ولكن على أمل بلقاء قريب يجمعنا بهم، والله المستعان.