العدد 4618
الأحد 06 يونيو 2021
banner
بطولات وهمية
الأحد 06 يونيو 2021

نشرت صحيفة “البلاد” الأسبوع الماضي تقريراً مهما عن اتجاه بعض النواب والبلديين إلى إغراق حساباتهم في شبكات التواصل الاجتماعي بـ “المتابعين الوهميين” أو “الفيك أودينس”، لإضفاء أهمية زائفة لأنفسهم بأن لهم حضورا ومتابعة واهتماما من الجمهور.

كما يستميت البعض في ضخ الجهد الجهيد، للتعاقد مع شركات بيع المتابعين الوهميين، ويدفع لأجلها الأموال بلا حساب، فالأصح تسخير وقتهم وجهودهم لخدمة المواطنين، وإنفاذ مصالحهم واحتياجاتهم، فهم مسؤولون عنها أمام الله.


ثلاثة أعوام مرت الآن تقريباً من عمر المجلس التشريعي والمجالس البلدية الحالية، ولا يزال بعض النواب بلا مكاتب خدمية، بالرغم من استلامهم علاوة تصل إلى 750 دينارا، ومنهم من لا يصل الناخبين إلا بالسنة حسنة، ويتلكأ في الرد حتى على المكالمات الهاتفية.


آخرون يركزون حضورهم في التغريد وبقية وسائل التواصل الاجتماعي، وكأنها وظيفة النائب، فإذا كانت كذلك بالفعل، فما هو دور الإعلاميين والصحافيين والنشطاء إذا؟


وكنت قد أشرت في مقالات سابقة عديدة، عن “وباء” تداخل اختصاصات النواب مع البلديين والعكس، وأركز هنا على تدخل النواب تحديداً، لأنها الأكثر وضوحاً وشيوعاً، وسهولة، بسبب صلاحيات النائب ومكانته الدستورية، هذه التداخلات المواطن المتضرر الأول منها والأخير، فمتى سيتوقف هذا العبث؟


وعرجاً بحديثي عن الإخوة البلديين، فمنهم من هو مغيب الحضور منذ ساعة وصوله المقعد، فلا هو القريب من الناس، ولا المؤثر، ولا صاحب الحدث أو الموقف، وجوده وعدمه واحد، فإن كان الحال كذلك، فلماذا ترشح من الأصل، واستمات لكي يفوز بالانتخابات؟


المواطن الكريم، مسؤول ومحاسب عن كل ما يحدث، لأن اختياره هو حجر الزاوية هنا، لذا نذكره بأننا مللنا من وصول المتسلقين وأصحاب المصالح الشخصية لمقاعد لا يستحقونها، فركزوا جيداً في خياراتكم، رحمكم الله.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية