العدد 4615
الخميس 03 يونيو 2021
banner
ما الذي يحدث بالشوارع؟
الخميس 03 يونيو 2021

حالة انفلات أعصاب غير مسبوقة نراها اليوم، وكل يوم، في الشوارع والطرقات من قبل السائقين ومن مختلف الجنسيات والأعمار، فالكثير منهم اليوم لا يكاد يتحمل همزة أو لمزة، أو ضربة “هرن” صغيرة، حتى تكون ردة الفعل منه كارثية.

وقد سرد لي أحد الأصدقاء قبل فترة موقفاً تمثل بدخول أحدهم بسيارته الرباعية عكس الاتجاه، وهو يقودها بسرعة كبيرة، وحين ظهر له هذا الصديق المغلوب على أمره على بغتة وهو يقود سيارته الصغيرة، تفاجأ بالسائق المتهور بمواجهته رافعا الإضاءة الأمامية للحد الأعلى، ثم “ضرب الهرن” بشكل متواصل، وكأنه يقول له “تحرك على جنب، الغلط منك انت”. وحين ارتبك صديقي، ووقف مكانه بسيارته متسمرا لا يعرف ماذا يفعل، اعترضه الأخير بسيارته، وأنزل نافذة السيارة، ثم تلفظ عليه بأبشع الألفاظ، ثم “فحط” ومضى مسرعاً، بالرغم من أن الخطأ يقع عليه هو.

الموقف الثاني، لزميل مهنة، حيث يسرد واقعة سائقة متوسطة العمر، تقود سيارة متوسطة الحجم، وبصحبتها جيش من الأطفال، كانت تقف خلفه، وإشارة المرور أمامه مضاءة بالأحمر، ويعلق “أول ما انفتحت الإشارة ضربت لي هذه السيدة هرن طويل ومزعج لا تتخيله، وتعدت من جنبي بسرعة، وهي تشير لي وتتلفظ بأسوأ الألفاظ، واضطررت اثر ذلك إلى التقدم ضدها ببلاغ في مركز الشرطة.

آخر يقول إن سائقا آسيويا دخل بشاحنة نصف نقل بالسوق الشعبي بالقرب من “هوم إلكترونيكس” قادماً من الطريق الخارجي، وكان هو وزوجته يعبران الشارع في طريقهما لذات المتجر، حيث تفاجأوا به مقبلا عليهم بسرعة هائلة، وحين قفزوا إلى الرصيف تفادياً له، وسط صراخ وغضب من الزوج، تفاجأ الاثنان بالآسيوي وهو يوقف السيارة، ثم ينزل ويلوح لهما متوعداً بعصا خشبية.

يضاف إلى ذلك تنامي ظاهرة قطع الإشارة الحمراء في النقاط التي لا توجد بها كاميرات، والوقوف المستفز بالمربع الأصفر، وتجاوز الخط الأصفر، والنزول على السيارات من الطرق الجانبية وإغلاق الشوارع، كما هو الحال بالطريق النافذ من محطة زايد الملاصقة لوزارة العمل. ويرجع البعض الأسباب إلى “كورونا”، وفئة أخرى ترجعها إلى المشاكل العائلية والأسرية، والسؤال: ما الذي ترونه أنتم؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .