+A
A-

مجموعات التعزية بـ “الواتساب” تجسيد لنبل المواطن البحريني

لم يتوقف البحرينيون الأوفياء عن أداء واجبهم الأخلاقي والديني تجاه أقاربهم وجيرانهم، ومعارفهم، ومن يعرفونهم، ومن لا يعرفونهم، ممن انتقلوا إلى المولى عز وجل بفترة الجائحة التي دفعتهم للجلوس في بيوتهم، وإغلاق مجالس العزاء، وعدم استقبال الناس حتى في المقابر.


واقع الجائحة المؤلم، قلب نمط الحياة الاجتماعية في البحرين رأسًا على عقب، أسوة ببقية دول الجوار والمنطقة والعالم، لا تواصل اجتماعي، لا لقاءات، لا اجتماعات، لا مجالس، أو سهرات، أو حتى “لمة” العائلة بيوم الجمعة.
ولذلك، فلقد بادر الإخوة القائمون على حساب “تواصل البحرين” في تطبيق “الانستغرام” وعلى رأسهم أحمد الغريب إلى اطلاق خدمة “قروبات” العزاء عبر تطبيق “الواتساب”، والتي تجمع الناس عن بعد لأداء واجب العزاء، وبحيث يخصص لذلك مجموعتين، واحدة للرجال، وأخرى للسيدات.


ويقول الغريب في حديثه لـ “البلاد” إن هذه الخدمة الخيرة أثبتت نجاحها في المجتمع البحريني، خلال هذا العام تحديدًا، وباتت منصة ضرورية لكل الجنائز بعد أن كان الإقبال عليها محدودًا في البدايات”.


ويضيف “من الرائع أن نرى كثيرين وهو ينشرون وصلة التعزية في كل القروبات التي يعرفونها لميت لا يعرفونه، ولا يعرفون أهله، لكنها مسعى لكسب الأجر ونيل الثواب، كما أنها فرصة لتعزيز الوصل بين الناس، وصلة الرحم، والجبر عن خاطر أهل الميت”.


ويهتم ذوو القربى للمتوفين بفيروس “كورونا” تحديدًا باستخدام قروبات التعزية “بالواتساب” والاتصال الهاتفي لاستقبال مكالمات ورسائل التعزية، والتي يجاورها أيضًا البرقيات والإعلانات بالصحف المحلية وغيرها.


ويذكر قراء لـ “البلاد” أن قروبات التعزية بات أثرها أكثر من مجالس التعزية العادية، إذ فتحت الأبواب على مصراعيها للجميع في التواصل فيما بينهم من شتى المدن والقرى، وتقديم الواجب بأريحية تامة، بدلًا من تعنّي المسافات، واستهلاك الوقود، والدخول في الاختناقات المرورية.


ويردفون “كما ساعدت قروبات التعزية، على معرفة الناس بشأن الميت، ومعرفة مآثره، وتاريخه، والتعرف أيضًا على ذويه، والتواصل معهم، والتخفيف عن أوجاعهم، ولقد أثبت أبناء البحرين من جديد، أنهم رقم صعب ومميز في دماثة الخلق وأداء الواجب تجاه الآخرين، ولم تحُل الجائحة بكل مصاعبها دون تحقيق ذلك، بل ساعدت على تعزيز الوصل والسؤال عن الآخرين”.