العدد 4619
الإثنين 07 يونيو 2021
banner
أصحاب الإشاعات والألقاب المجانية
الإثنين 07 يونيو 2021

عجبي من أولئك الهدامين الذين ينشرون الإشاعات في المجتمع عبر حسابات وسائل التواصل الاجتماعي، وكأنهم في صراع عنيف مع الحياة، ويمتلئ قلبهم بالحقد على المجتمع، ويحيلون النعيم بؤسا والنور ظلاما والأغاريد بكاء وعويلا والبسمات على الشفاه نقمة وعبوسا، هؤلاء المرضى منقوشة عليهم صورة الشيطان على اختلاف ألوانهم وصورهم ولغاتهم، ويعتبرون أعداء للوطن وخطرا على أمنه وسلامته، ومؤخرا أطلقت حملة “كبجرها وبلغ عنها” التي تفاعل معها الكثير من المواطنين للتصدي لهؤلاء الأغبياء الذين خرجوا كثيرا عن الحدود وتفرغوا لعبادة الإشاعات وإلحاق الضرر بالمجتمع، فأية إشاعة تصدر أو تكتب في أي موقع ترسل لحساب الجرائم الإلكترونية على الإنستغرام والواتساب، وستتخذ في حقهم الإجراءات.


كما هناك قضية أخرى سنتناولها بالوصف الدقيق لا تقل خطورة عن نشر الإشاعات في وسائل التواصل الاجتماعي، فقد لوحظ بالضبط والتحديد أن هناك فئة جعلت من نفسها ضياء القمر وتربعت على عرش المعرفة والعلم والفلسفة والسياسة! وأطلقت ألسنتها في كل اتجاه وتحت مسميات مثل “خبير سياسي، محلل، ناشط، حقوقي، نقابي، وغيرها من الألقاب”، حيث اختلطت الحدود والمفاهيم وخرجت علينا فئة ليس لها أي تاريخ يذكر وأخذت تنتقي من الألقاب والأذواق ما تشاء، وتثرثر في المنصات الإعلامية بلا صدق وأمانة، وبجهل واضح، هذا يحلل الإرهاب، وذاك يخرج بصورة القاضي والعالم، وآخر يكذب أكذوبة كبيرة ويتكلم عن القوانين وحقوق الإنسان، وغيره يدعي المعرفة العميقة بالطب والتطعيمات، وكلهم براء من كل موهبة إلا الادعاء والثرثرة وحب الظهور والشهرة بأية طريقة كانت.


هؤلاء الناس كما يصفهم الجاحظ “لهم لسان حية”، ومن المفارقات العجيبة أن أعدادهم في ازدياد ومن السهل أن تقع عليهم الأبصار، ولو ترك المجال لهم سيتكاثرون كالجراد وسيمتزج الخير بالشر والضار بالنافع، علما أن أكثرهم ليس عنده إلمام بالقراءة والكتابة، ولا يعرف اليمين من اليسار، ويصور نفسه على أنه أفلاطون!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية