العدد 4616
الجمعة 04 يونيو 2021
banner
صراعنا مع كورونا قانون من قوانين الحياة
الجمعة 04 يونيو 2021

طالما أنفاس الحياة مستمرة، فصراع البشر مع الأمراض والأوبئة سيستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ورأينا كيف فعل فيروس “كورونا” في البشرية في أقل من عامين، وهذا يجعلنا نتساءل كيف كان يعيش الإنسان القديم مع مثل هذه الفيروسات القاتلة وهو بدون مختبرات ومعامل وخدمات طبية متطورة كعالم اليوم، ماذا كان يفعل حينما تغزو جسده الفيروسات والميكروبات.


الأمر ببساطة وكما يبينه الدكتور عبدالمحسن صالح في كتابه القيم “معارك وخطوط دفاعية في جسمك” أن الصراع الذي يحدث بين الناس، أيضا تتصارع كل أنواع الحياة الأخرى المنظورة منها وغير المنظورة، ففي الغابات، وفي البحار والمحيطات، والأجواء، وبين حبيبات الثرى، يحدث صراع رهيب، قد نراه، أو لا نراه، ولولا ذلك، لتوقف طوفان الحياة على هذا الكوكب، فالدفع أو الصراع هو الذي يجعل كل صور الحياة متوازنة ببشرها وحشراتها ونباتاتها وميكروباتها.


الحياة صراع، ومن لا يستطيع أن يصارع لا يستحق أن يعيش، فالصراعات أنواع، لكننا سنختار هنا نوعين: صراع منظور بيننا، نعيش فيه أيامنا، وصراع غير منظور تتعرض له أبداننا، وفي الحالتين کان لابد من مقاومة، وإلا انهارت الدول والناس والأجسام، فالبقاء دائما للأصلح، وهذه سنة من سنن الطبيعة والناموس الأزلي الذي ظهر على هذا الكوكب بظهور الحياة منذ ملايين السنين.


والذي يهمنا هنا في موضوعنا، هو ذلك الصراع الخفي الذي تتعرض له الأجسام الحية، والذي كان نتيجة الحتمية، وجود خطوط دفاعية رائعة لتقف حائلا بينها وبين غزو غير منظور، والغزو يأتينا من صور أخرى من الحياة الدقيقة التي تحوم حولنا، وتتحين الفرص للفتك بأجسامنا، والواقع أن عيوننا قاصرة عن رؤية هذا العالم الغريب.


نخلص من كلام الدكتور صالح أن صراعنا مع “كورونا” قانون من قوانين الحياة، والمتمثل في “اضرب حياة بحياة” ولا يصمد أمام هذا القانون إلا من صلح للبقاء أصلا وهو الإنسان الذي كرمه الله تعالى عن سائر المخلوقات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .