العدد 4615
الخميس 03 يونيو 2021
banner
الموتى لا حصر لهم... أما الأحياء فقليلون
الخميس 03 يونيو 2021

كانت هناك سيدة في مقتبل العمر مات طفلها فكادت تجن من الحزن والأسى، وراحت تطرق أبواب الناس، تسألهم عن دواء يرد ابنها إلى الحياة، فوصلت في تجوالها إلى بيت راهب وسألته عن الدواء فتمتم الراهب في سره “مسكينة إنها لا تعلم”، ثم رفع صوته قائلا إني “آسف أيها المرأة لأنني لا أملك الدواء الذي تطلبينه، لكن هناك رجل عنده هذا الدواء”، فسألته الأم الثكلى في لهفة ومن هو وأين هو، فأجاب إنه “بوذا” فعليك أن تذهبي إليه.

وبحثت المرأة عن بوذا حتى وجدته، وتوسلت إليه أن يدلها على الدواء الذي يرد وحيدها إلى الحياة، فقال لها بوذا ما أسهل دواءك أيتها المرأة، عليك ببذور الخردل فإنها كفيلة بأن ترد ابنك إلى الحياة، وكادت المرأة تطير من الفرح لسهولة الحصول على الدواء، لكن بوذا استطرد في حديثه قائلا.. على شرط أن تحصلي على هذه البذور من بيت لم يمت لأحد فيه أب أو أم أو ابن أو قريب، وأسرعت المرأة تدق الأبواب بحثا عن بذور الخردل وكان الجميع يبدون استعدادهم على الفور لمنحها البذور، لكنها عندما كانت تسألهم عما إذا كان سكان البيت قد مات لهم أب أو أم أو ابن أو قريب، كانوا يردون عليها جميعا بالإيجاب، فتنصرف کسيرة القلب والبال إلى بيت آخر فلا تلقى سوى الجواب نفسه.

إن الموتى لا حصر لهم أما الأحياء فقليلون، وأدركت المرأة أن الموت حق وأنها تبحث عن المحال، فاستغرقت في تفكير عميق ثم اتجهت صوب الغابة ودفنت طفلها وقصدت بوذا فسألها “هل وجدت بذور الخردل؟” فأجابت المرأة لا يا سيدي، لكنني وجدت العلاج، وأنا الآن على استعداد لأن أتبعك في سلام وسكينة.

 

أتمنى أن الحكمة الجميلة في القصة وصلت للجميع لنعرف كيف نتعايش مع الآلام والأحزان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية