العدد 4614
الأربعاء 02 يونيو 2021
banner
المستهترون... لابد من محاسبتهم بشدة
الأربعاء 02 يونيو 2021

لقد فقدنا خلال الأيام الماضية أحباء اختفوا عن أفق حياتنا إلى الأبد، ولم يتركوا لنا سوى ذكريات حزينة وحياة شاقة وعين تبرق من الألم وصورة غامضة كالحلم أو الأمنية البعيدة، حيث نخر “فيروس كورونا” في جسد مجتمعنا ونفد صبر المواطنين وعجزوا عن ضبط أعصابهم بسبب المستهترين “مواطنين ووافدين” الذين أطرقوا برأسهم نحو الأرض وأصبحوا أشباحا مخيفة ملتفة بثياب قاتمة، فهذا يفتح مراسم “عزاء” في بيته وهو يعلم مدى خطورة التجمعات العائلية، وكل تفكيره الضيق ينحصر في مفهوم سأحيا وأتغلب على الموت، وآخر يتصور أنه في ليلة رأس السنة ولا يعود من “لحواطه” إلا في ساعة متأخرة من الليل، وهناك من يتسمر خلف الطاولات في المقاهي ويدخن، والعمالة الآسيوية تسمع الجلبة والضوضاء فوق رؤوسها أينما تكون.

يجب على الإنسان أن يفرض على نفسه قاعدة داخلية حتى يستطيع أن يحتفظ بتوازنه العقلي والعضوي، إن الدولة قادرة على فرض القانون على الشعب بالقوة، لكنها لا تستطيع أن تفرض عليه الأخلاق، فيجب أن يدرك كل فرد ضرورة فعل الخير وتجنب فعل الشر، وأن يرغم نفسه على اتباع هذا المنهاج ببذل جهد إرادي، فالعقل وقوة الإرادة والأخلاق ترتبط ببعضها ارتباطا وثيقا، بيد ان الإحساس الأدبي أهم بكثير من العقل، وحينما ينعدم هذا الإحساس من أحد الشعوب فإن كيانه الاجتماعي كله يبدأ في الانهيار البطيء، هكذا يقول الدكتور الكسيس كاريل في كتابه “الإنسان ذلك المجهول”.

لا نعلم كيف تكون هناك فئة مستهترة لا تميز ولا تبصر وغير قادرة على التحكم في نفسها وهي ترى أعداد الوفيات والإصابات في ازدياد، وصفارات الإنذار ترن في كل بيت. إن هؤلاء الضعفاء والمستهترين بالإجراءات والتعليمات ومعدومي الثقة بأنفسهم والمتهربين من المسؤولية يجب محاسبتهم بشدة لأنهم عامل مزعج في المجتمع وأجسام غريبة ينبغي تحطيمها قبل أن تحطمنا، فحسب ما توحي به الروايات أنهم لا يعرفون كلمة “التزم واجلس في البيت”، وقد تبذل معهم جهودا شاقة لتوصيل معنى خطر على حياتك وحياة أهلك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية