العدد 4612
الإثنين 31 مايو 2021
banner
أدب الطفل في الخليج يحتاج إلى الشجاعة والقوة
الإثنين 31 مايو 2021

قرأت مؤخرا إحصائية تبين عدد الكتب التي ألفت أو ترجمت للأطفال والشباب في الثلاث سنوات الأخيرة في موضوعات متعددة مثل القصص والكتب الدينية والآداب الأجنبية والرحلات والتاريخ والتراجم والدراسات الاجتماعية والتكنولوجيا والطب والصحة والمسرحيات والتمثيليات والشعر والأناشيد والفنون الجميلة، ورغم كثرة ما يقدم للطفل الخليجي من كتب ومجلات، إلا أن معظم ما يقدم مازال بعيدا نوعا ما عن المستوى المطلوب من حيث المحتوى والاقتراب من الواقع المعاش للطفل والناس من حوله “من وجهة نظري”، فالكثير من الأدب الذي يكتب للطفل في مجتمعاتنا الخليجية غالبيته أدب تسلية وترفيه أكثر منه أدب توجيه وتثقيف، أدب معرفة وبناء للإنسان الذي سيحمل على عاتقه في السنوات القادمة مهمة التطوير وخدمة مجتمعه، على اعتبار أن الأطفال والشباب سواعد المستقبل وكنوزه.


الطفل في الأدب العربي كمادة أدبية موجهة له ومعدة خصيصا على نسق تربوي وفني يستوعب اهتمامه وتطلعاته ويثري وجدانه وخياله البكر بما يتلاءم وإمكانيات فهمه وتذوقه، ويولد حوافز التنشئة الصالحة، وكما يقول الأديب التونسي الراحل محمد العروسي المطوي، إذا أقررنا بأن عالم الطفولة أصبح متميزا وله خصائصه واهتماماته، فإن هذا العالم الصغير واسع فسيح، فبالإضافة إلى ما يتطلبه من استجابة لميوله في التخيل والاكتشاف والتوق إلى معرفة ما حوله، فإنه ينبغي أن يهيأ للمستقبل الذي ينتظره، وإذا اختلفت الآراء والمذاهب حول ما يقدم إلى الطفل من غذاء ذهني وثقافي، فإن المتفق عليه هو أن يكون ذلك الغذاء ملائما لمراحل نموه مداركا وسنا، والتغذية النافعة هي التي تجمع بين سلامتها الصحية وملاءمتها التركيب الجسماني.


أدب الطفل في الخليج يحتاج إلى الشجاعة والقوة ليؤكد على الشخصية العربية والعبقرية الفذة، وتشجيع الطفل على احترام وحب لغته العربية الفصحى بدل تلويث عقله بقصص لا تفيده تربويا ولغويا وهي كثيرة مع الأسف الشديد، كما دخلت علينا موضة جديدة محدودة المدى وهي دخول كل من هب ودب ميدان الكتابة للأطفال.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية