العدد 4613
الثلاثاء 01 يونيو 2021
banner
نقطة ارتكاز د. غسان محمد عسيلان
د. غسان محمد عسيلان
المقاومة الفلسطينية وإيران!
الثلاثاء 01 يونيو 2021

أخطأ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية حين قدَّم الشكر لإيران على دعمها المقاومة الفلسطينية بالمال والتقنية (كما يقول) التي مكنتها من تطوير صواريخ المقاومة كما يُشاع!

وإن كان من المعروف أن السياسة هي فن الممكن وأنه لا ثوابت فيها، فأعداء اليوم قد يصبحون حلفاء الغد، وحلفاء الأمس قد يكونون أعداء اليوم، إلا أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ارتكب خطأً سياسيًّا عندما شكر إيران؛ لأنه بذلك قد آذى مشاعر الملايين من الجماهير العربية الداعمة للقضية الفلسطينية باعتبارها قضيتهم، فالفلسطينيون هم عرب قبل أي شيء.

على العموم من المتفهم أن أي شعب محتل يُناضل من أجل حريته من حقه أن يستعين بأية جهة تُقدم له أي نوع من أنواع الدعم والمساندة، حتى لو كان ذلك بالكلام والدعاية فقط كما تفعل إيران وتركيا في القضية الفلسطينية، فتصريحات قادتهم مجرد تصريحات حنجورية (يعني فنجرية بق كما يقول إخواننا المصريون).

وإذا كنا نسمع جعجعة من إيران ولا نرى طحينًا منها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فهذا هو دأب إيران صاحبة شعار “الموت لأميركا الموت لإسرائيل”، كما هو دأب أذرعها بالوكالة في عالمنا العربي، فطوال عشرات السنين وهم يُصدعون رؤوسنا بمثل هذه التصريحات ولمْ نرَ منهم يومًا رصاصة واحدة موجَّهة للمحتل الإسرائيلي، ولو حتى على سبيل الخطأ “رصاصة طائشة”.

عمومًا يرى العرب أن اللوم كل اللوم يقع على إسرائيل التي ترفض مبادرة السلام العربية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - عام 2002م، فقبول هذه المبادرة كفيل بانتهاء هذه الأوضاع المأساوية في المنطقة، وتحقيق السلام العادل والشامل بين العرب والإسرائيليين، وخير ضامن لتقبل الشعوب العربية لإسرائيل وإقامة علاقات طبيعية معها.

أما إصرار إسرائيل على قتل الفلسطينيين، وهدم منازلهم، وتشريدهم من أراضيهم، وتعمد الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى المبارك، وضرب المصلين وترويعهم، والبطش بالأطفال والنساء والشيوخ، وطرد الآمنين من بيوتهم، والاستيلاء عليها أو هدمها... كل ذلك كفيلٌ باستمرار تفجُّر الأوضاع في المنطقة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .