+A
A-

إنشاء وحدة خاصة لمكافحة انتهاك الخصوصية

تقدم أخيراً النواب عبدالله الذوادي، محمد بو حمود، عادل العسومي، باسم المالكي باقتراح برغبة بشأن انشاء وحدة خاصة لمكافحة انتهاكات الخصوصية وحماية الأطفال من مخاطر تطبيقات الألعاب الإليكترونية والتحرش والعنف على الإنترنيت تتبع الجهات الأمنية.

وأشارت المذكرة الايضاحية للمقترح، بأن: اطلاق تطبيقات الألعاب الاليكترونية وانتشارها السريع بين الأطفال والشباب والكبار يخلق أحياناً جدلاً واسعاً حول اهداف هذه اللعبة إن كانت مجرد للتسلية، أم أن هنالك ما هو أبعد من ذلك.

فبالرغم من تأكيد مطوريها أن لها عدة فوائد منها وسيلة ترفيه ممتعة، ومسلية، ووسيلة للتواصل والمشاركة والتفاعل الاجتماعي، مع الأصدقاء والأخوة والأشقاء، وبين الآباء والأبناء، فكثيراً ما يتم اللعب ضمن اطار اجتماعي متفاعل، بالإضافة الى تنمية الذكاء عند الطفل.

وتجعله يستجيب لما حوله، ويصبح تفكيره أكثر توسعاً، وتزيد مستوى التركيز والتدقيق والفهم، وتنمية التفكير بطريقة حل المشكلات، والتوجه الى الهدف، واتخاذ القرارات، وتنمية الوظائف الإدراكية من خلال تطوير هيكل الدماغ، وخلق مسارات عصبية جديدة، وأجهزة إرسال لتحسين الأداء، هذا يتضح في الألعاب الفنية والموسيقية.

ولكن بعض الألعاب تخلق جدلاً واسعاً حول أهدافها، وهنالك أمثلة كثيرة منها لعبة مريم، وألعاب أخرى تدمج بين العالم الافتراضي والحقيقي، اثارت شكوك المستخدمين أيضاً، مثل "البوكيمون" والحوت الأزرق، وغيرها خشية استدراج اللاعبين، واستغلال تفاعلهم مع التطبيق عن طريق الاثارة والتحدي للحصول على معلومات خاصة، واستغلالها اثناء اللعب، ووجود حالات انتحار غريبة ترتبط بهذه الألعاب.

بغض النظر عن جدلية كون هذه الألعاب الاليكترونية مجرد للتسلية أو تعبر عن رغبة المطور في التجسس وانتهاك خصوصية الأفراد والعنف والتحرش، فإنها من جهة أمن المعلومات فرصة لانتهاك الخصوصية من خلال تقنيات الهندسة الاجتماعية في استخراج المعلومات المستخدمة في هذه الألهاب الاليكترونية.

ان عدم وعي البعض في كيفية حماية خصوصياتهم يجعلهم عرضة لخطر الاستدراج الاليكتروني من قبل "الهاكرز" من خلال فتح روابط مرتبطة باللعبة، قد تكون روابط تجسسية على جهاز المستخدم، ترصد حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وأهمية المستخدم وميوله وصوراً له ولمحادثاته، وبذلك يتم تجميع المعلومات، وتحليلها لخلق ملف شخصي خاص.

وتستخدم هذه المعلومات للاستحواذ على الشخص وابتزازه، وتهديده، والإساءة له، او لمحيطه وفق أهداف وأجندات الجهة المجهولة التي تقف خلف تطبيق اللعبة.

ان الأهداف من وراء هذه التطبيقات، تختلف وفقاً لدوافع مطور اللعبة، فقد تكون أهداف ترفيهية، أو دوافع سياسية، تهدف للتأثير على الرأي العام، كما يمكن أن تتكون ذات دوافع تجسسية، تسعى لانتهاك خصوصية الفرد، إضافة الى أنها قد تحمل أهدافاً إجرامية من خلال الابتزاز والتحرش وطلب الفدية، أو السرقة، أو التدريب على الأعمال الاجرامية.

توجد تحديات مقابل هذه التطبيقات، ومخاطر سلوكية، وأمنية، يجب على الأفراد وأصحاب الأعمال والدول توعية المستخدم حيالها، حيث أن هذه المخاطر تتمثل في اختراق الخصوصية.

ولا يوجد حدود للفئة العمرية المتفاعلة مع هذه الألعاب، مما يعرض الأطفال والمراهقين لخطر الاستدراج والجريمة، فلا توجد طريقة معينة مباشرة تمكن المستخدم من معرفة كون اللعبة مجرد للتسلية و لها أهداف أخرى.

لكن من البديهي أن كل لعبة تتضمن طلب معلومات شخصية، وفيها تدخل في خصوصية الأفراد، لا تهدف للتسلية غالباً.

ان الجدل قد يحتدم ويستمر حول مخاطر استخدام هذا النوع من الألعاب الاليكترونية بين مؤيد ومعارض، لكن من المؤكد أنه سيتم تطوير هذا النوع من التطبيقات الاليكترونية التفاعلية في العالم الافتراضي في المستقبل القريب، نظراً لتقدم التكنولوجيا المعلومات الرقمية، والاقتصاد الرقمي والمعرفي.

ويصعب إيقاف تطوير مثل هذه التطبيقات التي تشكل دعماً للاقتصاد الرقمي من جهة، وخطراً على الأفراد والمجتمعات من جهة أخرى.

لذلك يأتي هذا المقترح بإنشاء وحدة خاصة لمكافحة انتهاك الخصوصية وحماية الأطفال من مخاطر تطبيقات الألعاب الاليكترونية والتحرش والعنف على الانترنيت، وذلك لتعزيز الأمن الاليكتروني وحماية الخصوصية.

ومن مهامه ايضاً القيام بتوعية الناس بفوائد ومحاذير وطرق استخدام تطبيقات الألعاب الافتراضية، ليصبح المجتمع مستعداً لقبولها، والتعامل معها، بما يحفظ أمن وخصوصية الأفراد.