+A
A-

إيران ترحب بحوار مع السعودية وأصابع وكلائها على الزناد

جدد‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الإيرانية‭ ‬أمس‭ ‬الإثنين‭ ‬موقف‭ ‬بلاده‭ ‬المرحب‭ ‬بإجراء‭ ‬حوار‭ ‬مع‭ ‬السعودية،‭ ‬معتبرا‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬الخصمين‭ ‬الإقليميين،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يؤكد‭ ‬أو‭ ‬ينفي‭ ‬صحة‭ ‬تقارير‭ ‬عن‭ ‬انعقاد‭ ‬لقاء‭ ‬بينهما‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭.‬

وأفادت‭ ‬صحيفة‭ ‬“فايننشال‭ ‬تايمز”‭ ‬البريطانية‭ ‬الأحد،‭ ‬أن‭ ‬مسؤولين‭ ‬إيرانيين‭ ‬وسعوديين‭ ‬عقدوا‭ ‬اجتماعا‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬العراقية‭ ‬في‭ ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬أبريل،‭ ‬سيليه‭ ‬اجتماع‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬المقبلة،‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬وصفته‭ ‬أنه‭ ‬“أول‭ ‬مباحثات‭ ‬سياسية‭ ‬مهمة‭ ‬بين‭ ‬البلدين”‭ ‬منذ‭ ‬انقطاع‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بينهما‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬2016‭.‬

ونفت‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬مسؤول‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬إجراء‭ ‬أي‭ ‬محادثات‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬بينما‭ ‬اعتبرت‭ ‬مصادر‭ ‬خليجية‭ ‬الخبر‭ ‬المتداول‭ ‬بشأن‭ ‬بحث‭ ‬مسؤولين‭ ‬سعوديين‭ ‬وإيرانيين‭ ‬إمكانية‭ ‬إصلاح‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬تسريبات‭ ‬إيرانية‭ ‬هدفها‭ ‬الإيحاء‭ ‬بأنّ‭ ‬طهران‭ ‬تمكّنت‭ ‬من‭ ‬فكّ‭ ‬عزلتها‭ ‬وأصبحت‭ ‬تتحاور‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الأطراف‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬الإقليم‭ ‬وخارجه‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬تسليم‭ ‬هؤلاء‭ ‬بسياساتها‭.‬

وتوقّعت‭ ‬المصادر‭ ‬ذاتها‭ ‬بحسب‭ ‬موقع‭ ‬العرب‭ ‬اللندنية‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬التسريب‭ ‬انعكاسا‭ ‬لحالة‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬المعنويات‭ ‬لدى‭ ‬طهران‭ ‬بسبب‭ ‬رخاوة‭ ‬موقف‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬تجاهها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬الترويج‭ ‬لحوار‭ ‬مع‭ ‬أكثر‭ ‬الأطراف‭ ‬تناقضا‭ ‬مع‭ ‬المشروع‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والأشد‭ ‬رفضا‭ ‬له‭ ‬واعتراضا‭ ‬عليه‭ ‬أمرا‭ ‬واردا‭.‬

وردا‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬بشأن‭ ‬ذلك،‭ ‬قال‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الخارجية‭ ‬الإيرانية‭ ‬سعيد‭ ‬خطيب‭ ‬زاده‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحافي‭ ‬“لا‭ ‬نعلق‭ ‬على‭ ‬تقارير‭ ‬صحافية‭ ‬متناقضة”‭.‬

وأضاف‭ ‬“نحن‭ ‬أيضا‭ ‬رأينا‭ ‬هذه‭ ‬التقارير‭ ‬الصحافية‭ ‬المنشورة‭. ‬بالطبع،‭ ‬تم‭ ‬نشر‭ ‬تصريحات‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬التقارير‭ ‬التي‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬متناقضة”‭.‬

وتابع‭ ‬“ما‭ ‬يهم‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬لطالما‭ ‬رحبت‭ (‬بإجراء‭) ‬مباحثات‭ ‬مع‭ ‬المملكة‭ ‬السعودية،‭ ‬وتعتبر‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬سيكون‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬شعبَي‭ ‬البلدين‭ ‬والسلام‭ ‬الإقليمي‭ ‬والاستقرار”،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المقاربة‭ ‬الإيرانية‭ ‬“لا‭ ‬تزال‭ ‬مستمرة”‭.‬

وقدمت‭ ‬إيران‭ ‬صواريخ‭ ‬بالستية‭ ‬وطائرات‭ ‬مسيرة‭ ‬للحوثيين‭ ‬الذين‭ ‬شنوا‭ ‬هجمات‭ ‬استهدفت‭ ‬منشآت‭ ‬نفطية‭ ‬ومواقع‭ ‬مدنية‭ ‬حيث‭ ‬اقدموا‭ ‬على‭ ‬مزيد‭ ‬التصعيد‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭.‬

وقطعت‭ ‬الرياض‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬طهران‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2016،‭ ‬إثر‭ ‬هجوم‭ ‬على‭ ‬سفارتها‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الإيرانية‭ ‬وقنصليتها‭ ‬في‭ ‬مشهد‭.‬

كما‭ ‬تبدي‭ ‬السعودية‭ ‬قلقها‭ ‬من‭ ‬النفوذ‭ ‬الإقليمي‭ ‬لطهران،‭ ‬وتتهمها‭ ‬بـ‭ ‬“التدخل”‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬مثل‭ ‬سوريا‭ ‬والعراق‭ ‬ولبنان،‭ ‬وتتوجس‭ ‬من‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬وقدراتها‭ ‬الصاروخية‭.‬

وتأتي‭ ‬التقارير‭ ‬عن‭ ‬حوار‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مباحثات‭ ‬تستضيفها‭ ‬فيينا‭ ‬بين‭ ‬طهران‭ ‬والقوى‭ ‬الكبرى،‭ ‬تهدف‭ ‬الى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬سبل‭ ‬لعودة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الى‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬لعام‭ ‬2015،‭ ‬ورفع‭ ‬عقوبات‭ ‬فرضتها‭ ‬الإدارة‭ ‬السابقة‭ ‬للرئيس‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬على‭ ‬طهران‭ ‬بعد‭ ‬انسحابها‭ ‬أحاديا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬العام‭ ‬2018‭.‬

وسبق‭ ‬لإيران‭ ‬أن‭ ‬رفضت‭ ‬دعوات‭ ‬سعودية‭ ‬لإشراك‭ ‬الرياض‭ ‬وحلفائها‭ ‬الإقليميين‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مباحثات‭ ‬دولية‭ ‬بشأن‭ ‬الملف‭ ‬النووي،‭ ‬لكنها‭ ‬أكدت‭ ‬مرارا‭ ‬استعدادها‭ ‬لإجراء‭ ‬حوار‭ ‬إقليمي‭. ‬ونقلت‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬الإيرانية‭ ‬الرسمية‭ ‬“إرنا”‭ ‬عن‭ ‬خطيب‭ ‬زاده‭ ‬قوله‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي،‭ ‬إن‭ ‬“منطقتنا‭ ‬الآن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬حوار‭ ‬ووضع‭ ‬ترتيبات‭ ‬جديدة‭ ‬شاملة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى”‭.‬

وأفادت‭ ‬“فايننشال‭ ‬تايمز”‭ ‬أن‭ ‬النزاع‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬شكّل‭ ‬أحد‭ ‬البنود‭ ‬الرئيسة‭ ‬في‭ ‬مباحثات‭ ‬بغداد‭.‬

كما‭ ‬نقلت‭ ‬عن‭ ‬مسؤول‭ ‬لم‭ ‬تسمه‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المباحثات‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬“إصلاح‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الخصمين‭ ‬الإقليميين”،‭ ‬تمضي‭ ‬“بشكل‭ ‬أسرع‭ ‬بسبب‭ ‬المباحثات‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ (‬المتعلقة‭ ‬بالاتفاق‭ ‬النووي‭) ‬و‭(‬بسبب‭) ‬هجمات‭ ‬الحوثيين”‭ ‬التي‭ ‬ينفذونها‭ ‬ضد‭ ‬أراضي‭ ‬المملكة‭ ‬باستخدام‭ ‬صواريخ‭ ‬وطائرات‭ ‬مسيرة‭.‬