منى فيروز: شكرًا يا أمي الإنجليزية التي غرست فينا عاداتنا البحرينية
عندما طلبت من الفنانة الصديقة منى فيروز كتابة بضع كلمات لوالدتها في عيد الأم الذي يصادف اليوم الأحد 21 مارس، لم أكن أتوقع أن تكون تلك الكلمات مثل أنشودة الحياة الجميلة التي تزرعها الأم.. لم أكن أتوقع كل هذا الحب الذي يتدفق مثل الشلال.. لم أكن أتوقع المراعي الخضراء وقوافل التضحية والروعة.
الأم تتحمل وجع السنين لتدخل الى ساحة المعجزات من أجلنا، تصرخ من شدة العشق، وتسافر بالشوق. تمضي بنا الأيام في دورانها كريشة ويبقى حب الأم هو العالم الذي يرفرف.
أمي “أم وليد وأسامة” رحمها الله، تتشارك مع والدة الفنانة الصديقة منى فيروز ”الله يعطيها الصحة والعافية ويطول بعمرها” في كثير من ضياء العمل وسخاء الحب، ونشر الربيع.
تقول منى عن والدتها: ”أمي هي أول حب في حياتي، حب فطري، من منا لا يحب أمه، ولكن بعد أن أصبحت أما أدركت أن أمي مختلفة، أمي وردة من بيئة أخرى زرعت نفسها في تربة غريبة عليها من أجلنا، عززت انتماءنا للبحرين بعشقها لتراثها، أتقنت كل ما قدمته لنا ولوطننا، أمي كنيتها في المحرق (مام) لأنها كانت أما للجميع. كانت المعلمة صباحا والمربية مساءً والممرضة أحيانًا والمشرفة الاجتماعية في الفريج دائمًا. فكان قلبها يتسع للجميع“.
وأضافت ”صحيح الكثير شاركوني في حب أمي وعطائها وكنت أزعل وأغار من الكل وأنا صغيرة، ولكن الآن كم يسعدني ويملأ قلبي السرور لما يستوقفني شخص ويقول بأن أمي تركت أثر في حياته. آه كم كنت أزعل عندما ينادوني (منوي بنت الإنجليزية) ولكن أنا الآن أفتخر بأنني بنت الإنجليزية التي أصرت على غرس عاداتنا وتقاليدنا ولهجتنا البحرينية في نفوسنا، الإنجليزية التي رفضت أن تسكن في فرجان الأجانب في (الكومباوندات). أمي الإنجليزية التي لم تدخلنا مدارس خاصة لأنها كانت تؤمن بأن غرس البذرة يبدأ من أهالي الفريج البسيط والعريق بتاريخه، يبدأ من مصاحبة أصدقائنا وجيراننا، شاركتهم أفراحهم وأحزانهم، عشقت البحرين وأهلها بكل تفاصيلها حتى أصبح الفلكلور البحريني يسري في عروقها وصوت البحر يروي عطشها وظل السعف مكان راحتها، أمي هي سبب وجودي، أمي انتي أنا وأنا جزء منك، شكرًا يا أمي شكرًا يا وطني، كل عام وانتي بألف خير يا حبي“.