+A
A-

منطقة الخليج تشهد تعاظم التطبيب عن بعد بتأثير "كوفيد 19"

- ارتفاع استخدام الخدمات الطبية عبر الهاتف بالمرافق الصحية الحكومية
- ازدهار توصيل الأدوية عبر الإنترنت واستشارات الصحة العقلية الافتراضية
- الاستخدام المرتفع للتكنولوجيا الطبية HealthTechs ساهم في تحسين الحجوزات والخدمات

أعلن عدد من رواد تقديم خدمات الرعاية الطبية عن بعد في البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي عن ارتفاع كبير في الطلب على خدماتهم خلال تداعيات جائحة "كوفيد_19"، وفقًا لبحث جديد أجراه مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات".

ويشير التقرير إلى أن هناك أسبابا عدة وراء التبني السريع لهذه الخدمات ومن بينها الضرورة الطبية، وتحسن خصوصية البيانات الشخصية حول القضايا الحساسة تقليدياً مثل الصحة العقلية، كما أسهمت الهيئات الحكومية والوزارات في المنطقة بما في ذلك وزارة الصحة البحرينية والهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية "نهرا" بدور رئيسي في حث مرافق الرعاية الصحية على تقديم خدمات التطبيب عن بُعد، والتي تتضمن الخدمات السريرية (الإكلينيكية)، إلى جانب الاستشارات وتقديم الوصفات الطبية عبر الإنترنت.

ويشير سرمد أحمد المدير العام لشركة Saaya Health الناشئة في مجال الصحة النفسية ومقرها البحرين بأنه رغم وجود عدد قليل من معالجي الصحة النفسية الناطقين باللغة العربية في المنطقة، إلا أن بعضهم موجودون بأنحاء أخرى من العالم ويمكن الوصول لخدماتهم عبر الإنترنت، كما أن عدد الشركات الخليجية التي تتبنى برامج دعم الصحة العقلية للموظفين ارتفع كثيرا في ظل تحديات الوباء.

وأضاف:"غيرت جائحة "كوفيد_19" النظرة  تجاه علاج الصحة العقلية في أنحاء المنطقة، وأود أن أقول بأننا تقدمنا 5 إلى 10 سنوات في أقل من عام واحد، كما شهدنا تحولًا ثقافيا متسارعا مع وجود شبكة دعم جديدة نشأت من أجل العلاج الشخصي وبرامج دعم الصحة العقلية للموظفين، كما رأينا كثيرا من العملاء من خارج البحرين، وعلى وجه الخصوص من المملكة العربية السعودية الذين اجتذبتهم منظومة العلاج عن بُعد لدينا مع وجود القدرة على الوصول إلى مقدمي الخدمات الدوليين "وتعتبر شركة Saaya Health إحدى الشركات الناشئة في مجال الطب عن بعد في البحرين والتي تضم أيضًا "كيورا" و"دكتوري" و"وياك".

ووفقا للدكتور محمد القصاب مدير العمليات في كيورا فإن الجائحة ساعدت في زيادة الوعي بهذا المجال ومكّنت الأفراد من التغلب على تحفظاتهم، فيقول عن ذلك: "يعتبر التطبيب عن بعد جديدا نسبيًا في السوق المحلية، وفي البداية كانت هناك بعض المخاوف بشأن الموثوقية وخصوصية البيانات، ومع ذلك فإن الزيادة غير المسبوقة في الاستخدام تساعد المستهلكين على تجاوز تحفظاتهم، حيث إنهم يحاولون فعلاً تجربة المنتجات ويجدونها آمنة ومريحة. وقد عززت الضرورة أيضا الوعي حول التكنولوجيا بشكل كبير، ليس فقط للمستهلكين ولكن أيضا للمستثمرين، حيث ستكون هذه التجربة مثيرة للاهتمام في المستقبل القريب فيما يتعلق بجمع الاستثمارات للتوسع في تقديم الخدمات الطبية عن بعد ".

وأشار السيد أحمد محمود، الرئيس التنفيذي لشركة Doctori، إلى أن الطلب المتزايد في فترة الأزمة الصحية ساعد على تحسين الخدمات، وقال: "لقد سمح لنا التعامل مع عدد كبير من الاستشارات بتعزيز خدماتنا، وتبسيط العمليات الداخلية لشركتنا، وتحقيق الاستقرار في التكنولوجيا المستخدمة. علاوة على ذلك، رأينا عددًا جديدا من المرضى يستخدمون تطبيقنا لأول مرة بسبب ضرورات الوباء وتحولوا من مستخدمين جدد إلى مستخدمين يلجؤون إلى التطبيق أسبوعيًا لمتابعة جلسات المتابعة مع مقدمي الرعاية الصحية. لقد كانت الجائحة بمثابة حافز للتحول نحو التكنولوجيا في جميع القطاعات والمجالات، وقطاع الرعاية الصحية ليس مستثنى من هذا التحول".

وحول ذلك قال الدكتور عمر العبيدلي، مدير إدارة الدراسات والبحوث في مركز "دراسات": "لقد تحول العديد من المعالجين إلى التطبيب عن بعد دون عناء، وبدأت الاستثمارات السابقة في البنية التحتية الرقمية تؤتي ثمارها الآن. فعلى سبيل المثال، وجود خدمات الدفع الرقمية بالإضافة لتوفر خدمات الانترنت عالية السرعة للجميع سهل عملية التحول نحو العلاج عن بعد وأصبحت هذه الخدمات فعالة ومستدامة للغاية."

يعتبر قطاع الرعاية الصحية أحد أهم القطاعات في اقتصاد البحرين. وتركز الرؤية الاقتصادية 2030 على جعل البحرين مركزًا رائدًا للطب الحديث، حيث تقدم رعاية صحية عالية الجودة ومستدامة مالياً. ويأتي ذلك في وقت يدفع فيه النمو السكاني السريع الطلب على الرعاية الصحية في جميع أنحاء المنطقة، ففي العام 2030، من المتوقع أن يصل عدد سكان البحرين إلى ما يقرب من 2.2 مليون نسمة، بزيادة قدرها 55٪ عن عام 2016، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على خدمات الرعاية الصحية بمختلف اشكالها.