العدد 4497
الجمعة 05 فبراير 2021
banner
غاتسبي... سيد الوهم!
الجمعة 05 فبراير 2021

أشفق على “العظيم” غاتسبي... لقد سعى مطولاً لتكوين ثروة وتوثيق اسمه في عالم الأثرياء، وعلى الرغم من احتياله ونصبه على القانون - كما تظهر الرواية - إلا أنه تمكن في النهاية من تحقيق ذلك وأكثر.

إلا أن الدافع الأساسي لغاتسبي لم يكن المال بقدر الرغبة في الحصول على الحب من الإنسانة الوحيدة التي أحبها “ديزي”، والمفارقة أن “ديزي” الجميلة لم تنتظر غاتسبي طويلا بعد ذهابه للحرب، بل تأبطت ذراع أول غني طرق بابها ولحسن حظها فقد كان ابن واحدة من أغنى العائلات الأميركية في ذلك الوقت. حلم غاتسبي لم يتحطم بالرغم من زواجها بآخر بل ازداد إصراره على لقائها مع كل حفلة صاخبة كان يقيمها، آملا أن تقع في حبه من جديد وتعيش معه خيالاته التي عاشها في ذهنه طوال سنوات، غاتسبي أراد أن يعيد تشكيل ديزي لتتطابق تماما مع أحلامه، حتى أنه كان يتخيل الحوارات والردود المتوقعة منها!

كان غارقا في حلمه عاجزا عن تجاوزه ومصمما على إعادة إحياء هذا الحب، وتمادى أكثر في محاولات إقناعها بالهرب معه ومواجهة زوجها والإعلان عن حبهما، إلا أن ديزي تختار في النهاية البقاء مع زوجها وتهرب معه خارج المدينة بعد قيامها بدهس سيدة بالخطأ أثناء قيادتها سيارة غاتسبي! تتصاعد أحداث الرواية وتنتهي الرواية بموت غاتسبي وموت حلمه قبل ذلك.

اختار غاتسبي أن يعيش وهمه الشخصي الذي لم يشأ الواقع أن يجعله حقيقة، فليست كل الأحلام قابلة للتحقق، وليست كل الأحلام جديرة بالسعي!

ترى كم واحدا منا مثل غاتسبي... يعيش وهمه الشخصي ولا يرغب في اليقظة منه والالتفات للواقع! راجع أوهامك قبل أحلامك، حتى لا تكون غاتسبي آخر!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية