يوجد بيت للثقافة بكل منطقة... والهيئة مهتمة بالحرف مثل العمارة وهوية المدن
أمين أسرة الأدباء: اهتموا بصناعة المثقف مثل صناعة السلال والنسيج
دعا الأمين العام لأسرة الأدباء والكتاب رئيس اللجنة الاستشارية لمسرح أوال راشد نجم، خلال مشاركته بمنتدى صحيفة “البلاد” لمناقشة المشهد الثقافي البحريني، إلى الالتفات لمسار الثقافة وصناعة الثقافة وكل ما يتعلق بها من صناعة الكتاب وصناعة المثقف والاهتمام بفعل الثقافة والبحث عن الفاعلين الموجودين في هذا المجال، وليس فقط الرواد الذين قدموا ما شاء لهم من أسس.
وطالب بالاهتمام بمسار الثقافة وصناعة المثقف وصناعة الكتاب مثلما جرى مع مسار اللؤلؤ والاهتمام بالصناعات الحرفية مثل صناعة السلال والنسيج والفخار وغيرها.
وتابع “هناك جيل جديد من الشباب والشابات نريد أن يرتبطوا بمبادرات مثل تاء الشباب والمبادرات الأخرى لتعزز وتكوين قاعدة شبابية على دراية بمسار الثقافة. واقترح نجم أن يكون مشروع مسار الثقافة عبر اختيار مكان جميل من المشروعات الموجودة في مختلف المناطق وأن يكون على ساحل، وأن يضم بيوتات كثيرة من البيوتات الثقافية من المسرحيين والكتاب التشكيليين والموسيقيين لتفعيل مفهوم الاستثمار في الثقافة وتفعيل الجانب الاقتصادي للثقافة.
مسار الثقافة
وتعقيبا على مداخلة نجم، قالت المدير العام للثقافة والفنون الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة أن نجم تحدث عن مصطلح “مسار الثقافة”، وقد دونت هذه الكلمة.
وواصلت: بالتأكيد هناك اهتمام كبير، ليس فقط فيما يتعلق بالمحافظة على العمارة وهوية المدن، بل بالحرف أيضًا فهو جزء أساس وكبير في تطوير المنتج الثقافي العام.
وتمنت أن يكون هناك عمل ثقافي ملموس من جانب الفنانين والمثقفين، وللأسف، في فترة الجائحة، لم يصلني من المثقف البحريني أو الفنان أو المسرحي أي عمل يحاكي الأزمة، لكن اهتمام هيئة الثقافة والآثار بالقطاع الثقافي قائم من خلال مشروع النشر المشترك، وهو بمثابة عمود فقري يدعم الكاتب والأديب والشاعر، وكذلك مشروع نقل المعارف وهو الترجمة وهو من أهم المشروعات، فنترجم سنويًا كتبًا لم تترجم من قبل إلى اللغة العربية في مجال الاجتماع والتاريخ مواد كثيرة منها الاستفادة منها والاطلاع عليها، ومن أكبر الإيجابيات أنها لم تترجم من قبل إلى اللغة العربية، ونفخر بهذا المشروع، وكما تعلمون فإن الترجمة مشروع مهم، لهذا نطلق العناوين بشكل دوري وهي كلها متاحة للمثقف البحريني والعربي وللجميع”. وتابعت “هناك مجلة البحرين الثقافية، المجلة العريقة التي ما زالت مستمرة رغم الضغوط وشح الميزانيات، وقد أصبحت منصة الكترونية يمكن تحميلها والاطلاع عليها.. إذن، المساحة مفتوحة للجميع، وأفخر في الحديث عن المسار الثقافي بأن يكون هناك بيت للثقافة في كل منطقة من مناطق البحرين، كما هو حال المكتبة الخليفية في المحرق ومركز الجسرة للحرف ومتحف البحرين الوطني والمسرح الوطني والصالة الثقافية، وكذلك الدور الشعبية التي برزت بشكل حي كدار الرفاع ودار المحرق، وحين نخلق هذه المساحات في البحرين فإننا نخلق المسار الثقافي من غير أن نسميه مسارًا ثقافيًا، لكنه كذلك”.
وذكرت أن الهيئة تعمل على إعادة كتاب استراتيجية المسح الثقافي، فهناك كتاب “الثقافة في البحرين في ثلاثة عقود”، والذي شمل الفترة من 1961 حتى 1991، ونحن الآن بصدد العمل على مسح 30 عامًا بعد العام 1991، والجميل أن من عمل في الكتاب الأول ما زالوا موجودين ويعملون معنا، وإن شاء الله لن يكون هناك أي تقصير في أهمية الحفاظ على هويتنا الثقافية ومدننا. وقالت: هناك عمل لتطوير المنتج الثقافي، وتطوير هذا المنتج لا يقتصر على قطاع الثقافة فقط، فنحن نطرح ندوات ومسابقات ومحاضرات بشكل مستمر وفي كثير من الأحيان، ولا أرى الوجوه التي أتمنى أن أراها في هذه المساحات، وفي بعض الأحيان، نجد المثقف ربما يطالب بالتطوير، لكنه لا يتعامل بجدية خصوصًا الشباب الذين أتمنى لهم حضورًا أكبر.
وبينت أن المتحف الوطني اليوم ورغم الجائحة إلا أنه ينظم معرضا للفنان الإيطالي إزيو غريباودو، وهناك يوم عالمي للفن الإسلامي ومعرض للمقتنيات الإسلامية، وأقول أن المسؤولية ليست على عاتق العاملين في الثقافة، وعلى المثقف لاسيما الشاب، أن يعمل ويقرأ ويتفاعل ويذهب لهذه المنصات.