+A
A-

إعلانات "السوشيل ميديا".. أرخص للمعلنين وفرصة عمل للشباب

لعبت مواقع التواصل الاجتماعي أو ما يعرف اليوم بالسوشيال ميديا دوراً كبيراً في استقطاب الشباب وفي التأثير على سلوكياتهم واتجاهاتهم نظراً لتوسع استخداماتها وللحاجة التي فرضتها عوامل التطور التكنولوجي، ومع ظهور وتعاظم أهمية وسائل التواصل الاجتماعي أخذت الدعايات والإعلانات منحنى آخر يعتمد على المنصات الرقمية بشكل لافت للغاية، فأصبحت تلك المنصات مكاناً للتكسب والتربح من وراء ذلك،الأمر الذي خلق جدلاً واسعاً في الأساليب المتبعة في هذه الإعلانات وفي وعي المعلنين أنفسهم.
هذا الجدل أثار عديد الأسئلة حول أهمية تلك الإعلانات بطريقتها وأسلوبها الجديد والضوابط التي تحكمها، ومدى استهواء الشباب البحريني لها وتقبله لمحتواها، إضافة لمصير الإعلانات التقليدية في ظل المنافسة الشديدة التي يتلقاها من إعلانات السوشيال ميديا التي سحبت البساط منها.


غير آمنة  
يعتبر البعض أن الإعلانات التي تعتمد على السوشيال ميديا تغيب عنها الضوابط والرقابة مما يجعلها غير آمنة من ناحية ما يتم الإعلان عنه من منتجات يراها ويقتنيها الكثير من الناس دون معرفتهم لخطورة ما يقتنون وما لها من تداعيات على تشكيل سلوكياتهم الشرائية في المستقبل.
إذ قالت فاطمة الماجد "للأسف انتشار هذه الظاهرة من المحتمل أن تسبب ضرر على شريحة كبيرة من المجتمع عن طريق التسويق لمنتجات غير آمنة وغير مرخصة، ومن الخطأ أن يتم استغلال برامج التواصل الاجتماعي في التسويق للإعلانات والمنتجات غير المدروسة".
وتضيف الماجد "كوننا إعلاميون فمن باب المسؤولية المجتمعية ننوه على المجتمع البحريني أن عليه الحذر قبل تصديق أي إعلان ينشر والتأكد منه".


إعلانات أرخص
رغم فاعلية الإعلانات التقليدية على مر العصور في مملكة البحرين والنجاحات التي حققتها، إلا أنها في كثير من الأحيان تحتاج لمبالغ عالية للقيام بها نظراً لأسباب عديدة منها حجم الشريحة التي ستصل إليها والأساليب الإبداعية في محتواها والوسيلة التي ستستخدم للنشر، فلذلك كانت إعلانات السوشيال ميديا خياراً آخر وأكثر رخصاً لكثير من الذين يمتلكون مشاريع بسيطة ويبحثون عن الإعلان عنها.
في هذا الشأن اتفقت  أنوار المغلق حيث قالت أن كثرة الوسائط المتعددة والتقليدية في مجتمعنا وارتفاع أسعار الإعلانات فيها قد جعل الناس وخصوصاً فئة الشباب تطرق باب الوسائط الأخرى والمتمثلة بوسائل التواصل الاجتماعي للإعلان فيها،  معللة ذلك لسرعة وتأثير هذه الوسائل ولسعرها القليل بالنسبة لمن يحتاجها للإعلان عن أنشطته التجارية مقارنة بالإعلانات التقليدية.
وتؤكد المغلق على أن استخدام إعلانات السوشيال ميديا قد جعل من الوصول للجمهور المستهدف أمراً في منتهى السهولة، إذ أن صاحب الحساب على مواقع التواصل أو المشهور الذي امتهن مهنة المعلن قد سهل المهمة بشكل ملفت وبتأثير عالي وفي الوقت ذاته بسعر أقل.


أفق جديد
لا يقتصر دور إعلانات السوشيال ميديا على التسويق للمنتجات والخدمات برأي بعض الشباب، فهي قد تساهم بشكل إيجابي في بعض الأمور التي تتولد لا إرادياً منها مما يفيد شرائح كبيرة من المجتمع البحريني الذي أصبح لا يستغني عن مثل هذه المنصات والإعلانات وقد تفتح له أفق جديدة.
ويذهب محمود مرزوق لفكرة جديدة إذ قال: أن هذه الإعلانات قد تساهم في حصول بعض الشباب على فرص للعمل من خلال ما ينشر من إعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي، فالحاجة لها باتت مهمة في الحصول على ما نحتاج من أشياء تشترى ومن خدمات يستفاد منها.
ويكمل مرزوق حديثه بأن إعلانات السوشيال ميديا إيجابية ومهمة فهي توجه الشباب لمعرفة الآخرين من الناس ولتوجيه بوصلتهم نحو الأماكن والمحلات التي تم الإعلان عنها.


تصارع للبقاء
السمة البارزة في إعلانات السوشيال ميديا هي قدرتها على البقاء والسيطرة على ساحة الإعلانات لأطول مدة ممكنة بسبب تأثيرها ومميزاتها في مقابل إعلانات تقليدية أصبحت تصارع من أجل البقاء والصمود أمام غزو الإعلانات الرقمية الجديدة.
ويتفق علي آل طوق مع هذه الفكرة إذ قال: " إن إعلانات السوشيال ميديا صارت تستهوي كافة شرائح الشباب بمختلف ميولهم مما جعلها قادرة على البقاء لحيويتها ولسهولتها على عكس الإعلانات التقليدية".
ويتابع آل طوق "أن إلإعلانات التقليدية لم تعد بقوتها المعهودة على أقل تقدير في محطاتنا التلفزيونية المحلية وبالنسبة للإعلانات المبوبة التي كانت تنشر في الصحف أو في المنشورات التي توزع وينتظرها الناس بشغف ، فلهذا كانت الإعلانات الحديثة المتمثلة بوسائل التواصل الاجتماعي أكثر قدرة على البقاء والانتشار رغم غياب الضوابط التي تحكمها".

 

مساهمة من: زينب عبدعلي
طالبة بجامعة البحرين