+A
A-

“النجمة” فاز بالدوري.. و“الشباب” كسب التحدي

أسدل الستار مساء الاثنين الماضي على منافسات الدوري البحريني لكرة اليد بأفضل وأبهى صورة ممكنة رغم الظروف الاستثنائية لهذا الموسم بسبب فيروس كورونا والتوقف الكبير الذي طاله.


حيث فاز فريق النجمة بدرع الدوري على حساب نظيره الشباب في المباراة الفاصلة التي جمعتهما، بعدما بلغا مرحلة الرميات الترجيحية التي حسمت مشهد النزال المثير والجميل الذي جمع بين الخبرة والحيوية.


دون شك أن النجمة بقيادة مدربه سيد علي الفلاحي لاقى حرجًا كبيرًا في الموقعة النهائية، لأن الشباب بعناصره الشابة والعنيدة، تمكن من قلب الموازين رأسًا على عقب في الوقت الأصلي من المباراة، بل وأخذ أفضلية التقدم في الأشواط الإضافية، وكان “قاب قوسين أو أدنى” من الخروج منتصرًا لولا افتقاده لعنصر الخبرة التي رجحت بدورها كفة فريقه في الوصول لرميات الترجيح وحسم الأمور، بعد ضغوط ومعاناة كبيرة لاقها “الرهيب”، بدليل أخطاء الشوط الثاني التي ارتكبها وكانت نقطة تحول في المباراة رغم فارق الأهداف التي تصب لصالحه.


نعم، هذه هي المباريات النهائية لا تعترف بالترشيحات والتحاليل المسبقة، بل بما يُقدم بأرضية الميدان، وفعلًا شهدت صالة اتحاد اللعبة بأم الحصم جنونًا وفنونًا كان بطله لاعبو الشباب، الذين كانوا سببًا رئيسيًا فيما وصلت إليه المباراة من متعة، وهذا ليس استنقاصًا من أحقية فوز النجمة ومما قدمه من أداء جبار، كون الأخير اعتدنا عليه اعتلاء منصات التتويج المحلية والخليجية والآسيوية بأصعب الطرق.


الشباب بقيادة مدربه الوطني الخبرة والداهية محمد المراغي، استطاع أن يُحيي أنفس لاعبيه في الشوط الثاني تحديدًا بالخطط الفنية والتكتيكية التي حققت ثمارها، لتقدم سواعد الماروني أفضل وأروع المستويات الفنية ممزوجة بالإصرار والقتالية التي أعطتنا مؤشرًا قويًا رغم خسارته للمواجهة، بأن الفريق قادم بقوة نحو المنافسة على الألقاب، وسيكون رقمًا صعبًا في دورينا مستقبلًا، وهو يمتلك مقومات ما نتحدث عنه، وما حدث له في المباراة الختامية ما هي إلا الدرس الأول لاكتساب الخبرة والاستفادة من الأخطاء التي وقع فيها وجعلته يخرج بدموع الحسرة وليس الفرحة.


فالفريق كسب التحدي عطفًا على ما قدمه في المرحلة السداسية برمتها رغم صعوبة بلوغه لها، وأطاح بفرق تفوقه تاريخيًا، ولم يستسلم لسقوطه وتمسك بأمل المنافسة حتى الرمق الأخير ولكن شاء القدر ألا يبتسم له. الشباب يمتلك لاعبين صغار السن ولهم مستقبل مشرق للغاية في لعبة كرة اليد، وكل ما يحتاجه هو الاستقرار في المجموعة نفسها وعدم التفكك والانجرار وراء المغريات، والشد من أزرهم معنويًا من قِبل إدارة النادي بالإضافة وهي نقطة مهمة، التمسك بقدر الإمكان بخدمات المدرب محمد المراغي الذي وضع بصمته الفنية بصورة كبيرة وفي فترة قصيرة للغاية وكانت واضحة للجميع.