العدد 4439
الأربعاء 09 ديسمبر 2020
banner
متى تترك قطر ادعاءاتها الفارغة
الأربعاء 09 ديسمبر 2020

بالعودة إلى دفاتر الماضي والتاريخ سترى حقيقة واحدة لا جدال فيها وهي أن “آل خليفة” الكرام حكموا البحرين وشبه جزيرة قطر بالكامل منذ القرن الثامن عشر، وشعب البحرين وقطر شعب واحد حكمه “آل خليفة” الكرام لعدة قرون، ولم يرد أي ذكر للزبارة في التاريخ قبل تأسيس آل خليفة لها وتشييد قلعتها صبحا الشهيرة بعد نزوحهم من الكويت إلى قطر عام 1762، وكان أول ما قام به الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة لدى نزوله الزبارة إقامة تحالفات مع القبائل ومن ثم توطيد هذه التحالفات برابطة الدم والقرابة، ثم توجه اهتمام الشيخ محمد نحو تحصين الزبارة لحمايتها من أي عدوان قد تتعرض له، فقام ببناء قلعة على الماء وسماها “صبحا” على اسم عتبة في الهدار وتسمى أيضا قلعة “مرير”، وقد ازدهرت مدينة الزبارة اقتصاديا وثقافيا في وقت قياسي.


إذا كل تلك الحقائق التاريخية، حقائق قوية متماسكة، لكن نظام الحمدين يحاول أن يتناساها بسبب الظلمة التعيسة التي تغلف روحه، واليأس القاتل الذي أصابه بعد مقاطعة الدول الأربع المكافحة للإرهاب، والأهم أن “آل خليفة” الكرام يمتلكون رصيدا ضخما من التجربة يعد محصلة للأحداث التاريخية والموقع الجغرافي والتراث البحريني، ما جعلهم ينفردون بدورهم الرائد في المنطقة، ويكفينا فخرا أن أول جيش عربي إسلامي غزا السواحل الفارسية وكان السبب المباشر الذي دفع العرب إلى فتح البلاد الفارسية وتحطيم الطاغوت على أرضها وإعلاء كلمة الله فيها، إنما تحرك من البحرين بقيادة المجاهد العربي العلاء الحضرمي.


إن هذه الوقائع التاريخية ثابتة لا شك فيها، واستمرار قطر في قلب الوقائع والأحداث لا سند له من العدل والحق والمنطق، ويبدو أنها تفعل ذلك نتيجة تأزم أحوالها الداخلية وتخدير مواطنيها، ولا نعلم متى سيعود هذا النظام إلى رشده ويعيش في دنيا الواقع ويترك عنه الادعاءات الفارغة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .