+A
A-

إدامة تشيد برؤية المغفور له صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان التنمويّة لمشروع "سعادة"

لقد حفر المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الراحل، اسمه بحروف من ذهب في سجلات التاريخ وفي قلوب الشعب البحريني. فعلى مدار ما يقرب من نصف قرن، قاد سموّه مسيرة التنمية والبناء في المملكة باعتباره "مهندس وباني نهضة البحرين الحديثة". وقد كان لشركة البحرين للاستثمار العقاري (إدامة)، الذراع العقارية لصندوق الثروة السيادي في المملكة، شرف العمل في العديد من المشاريع الوطنيّة الكبرى تحت إشراف سموه وبتوجيهاته السامية، بما في ذلك مشروع "سعادة" والذي يأتي ضمن آخر إسهامات رئيس الوزراء الراحل الرامية إلى إعادة تشكيل ملامح المشهد العقاري في البلاد وتطويره.

وكان صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، طيّب الله ثراه، قد أطلق شخصيًا اسم "سعادة" على هذا المشروع الاستراتيجي لأن غايته النبيلة كانت إسعاد شعب البحرين وأهالي المحرّق بشكل خاص، كما تابع عن كثب مراحل إنجازه. ويعتبر "سعادة" أحد أرقى المشاريع التنمويّة العقاريّة وأضخمها في مملكة البحرين، ومن المقرر أن يمثل أحد المكونات الرئيسيّة لمحفظة العقارات المتنوعة التابعة لحكومة المملكة الموقرّة، والتي تشكّل بدورها أحد أبرز روافد الاقتصاد الوطني.

 وسيربط هذا المشروع متعدد الاستعمالات بين سوق المحرّق القديم والواجهة البحرية الخلّابة المعززة بالخدمات والمرافق الترفيهيّة والسياحيّة والتجاريّة عبر جسر للمشاة، كما تجمع تصميماته المبتكرة بين المساحات المفتوحة والأبنية العصريّة. ويأتي هذا المشروع الطموح تتويجًا لمساعي رئيس الوزراء الراحل للارتقاء بمحافظة المحرّق، التي كانت عاصمة البلاد حتى العام 1932م، بما في ذلك تطويرها في مختلف المناحي لتصبح أحد أهم الصروح الحضاريّة في المنطقة بأكملها.

ويعد المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة قامة وطنيّة شامخة، إذ ارتبط اسمه بمسيرة تطوير القطاع العقاري في المملكة على جميع الأصعدة. وفي ظل رعايته السامية، سنّت مملكة البحرين عددًا من التشريعات والقوانين التي ساهمت في تذليل العقبات واستقطاب العديد من الاستثمارات المربحة لهذا القطاع الحيوي. ومما لا شك فيه إنه لولا هذه السياسات التيسيريّة، لم يكن مشروع "سعادة" ليتحقق على أرض الواقع.

وفي سيرة سموّه العطرة، قال الرئيس التنفيذي لشركة إدامة السيد أمين العريض: "نحن فخورون للغاية بدورنا الفاعل في تحقيق رؤية سمو رئيس الوزراء الراحل في تطوير محافظة المحرّق من خلال مشروع (سعادة) التنموي، وهو ما يجعل لهذا المشروع مكانة خاصة لدينا. وإذ نباشر أعمال المرحلة الثانية من المشروع، فإننا حريصون كل الحرص على العمل بمزيد من الجد والتفاني حتى نرقى إلى توقعات سموه ونحوّل حلمه إلى حقيقة."

وأضاف السيد أمين العريض: "كان سمو رئيس الوزراء الراحل، رحمه الله، أحد أكبر داعمي القطاع الخاص، كما كان مهتمًا بشكل خاص بالمشاريع التي تعود بالنفع على الاقتصاد الوطني وتحقق أهداف التنمية المستدامة.

وعلى مدار العقود الطويلة التي أمضاها في خدمة المملكة بإخلاص وتخطيط حركة التنمية الشاملة، كان لسموه دور رائد في النهوض بالبحرين وتحويلها إلى أحد أبرز المراكز الماليّة والثقافيّة والسياحيّة في المنطقة."

هذا وقد ترك سمو الأمير الراحل بصمة واضحة على المشهد العقاري في مملكة البحرين، إذ يمتد سجل إنجازاته المشرفة ليشمل العديد من المشاريع الكبرى التي شكلّت نقلة نوعيّة لهذا القطاع. فوفقًا لتوجيهاته السامية، أطلقت الحكومة مشروع مدينة حمد في العام 1984م، والتي فتحت أبوابها في العام 1990م لاستقبال المواطنين الكويتيين الذين عانوا من ويلات حرب الخليج. وفي العام 2017م، أُطلق على مشاريع المدينة الجنوبية الإسكانية اسم "مدينة خليفة" تيمنًا باسم صاحب السمو الملكي الأمير الراحل وتقديرًا لإنجازاته الكبيرة وإسهاماته القيّمة في خدمة الوطن ورفعة شأنه.

وإبّان تسلم رئيس الوزراء الراحل لمقاليد السلطة التنفيذيّة في المملكة، حرص سموه على وضع برنامج مكثف للتنويع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط، وباتت مملكة البحرين بفضله رائدة التنويع الاقتصادي في المنطقة، إذ نجحت في إرساء ركائز جديدة للاقتصاد الوطني وسبقت في ذلك جيرانها في منطقة الخليج بسنوات. وكان من أبرز إنجازات التي تحققت في هذا الصدد تأسيس شركة ألمنيوم البحرين (البا) التي بدأت العمل في العام 1971م، وهو العام نفسه الذي تولى خلاله سموه منصب رئيس مجلس الوزراء واستهلت معه المملكة عهدًا جديدًا من النمو والازدهار. وشهد هذا العام المجيد سلسلة متلاحقة من المشاريع والإنجازات التي انتقلت بالاقتصاد المحلي إلى آفاق جديدة من الرخاء، والتي ما زالت مملكة البحرين تجني ثمارها الطيبة حتى يومنا هذا.

وخلال حقبة الستينات والسبعينات من القرن الماضي، قطعت مملكة البحرين أشواطًا هائلة في مسيرة النهضة الشاملة، كما رسخت مكانتها كمركز مالي بارز في المنطقة. وأثناء الحرب الأهليّة في لبنان، كان لدى البحرين، بفضل توجيهات سموه، نظامًا تشريعيًا قويًا ومستقرًا استقطب المصارف والمؤسسات الماليّة الباحثة عن ملجأ آمن، وشجعها على نقل رؤوس الأموال إلى المملكة واتخاذ مقار لها في ربوعها. وكان لذلك بالغ الأثر في ازدهار القطاع العقاري بالمملكة، إذ شُيّد العديد من المشاريع الضخمة، والتي ساعدت بدورها على رواج أعمال القطاعات الأخرى ذات الصلة، مثل الوساطة وتوريد مواد البناء.

وتحت مظلة الدعم الحكومي ورعاية المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، تأسست شركة إدامة وبدأت مسيرة النجاح لتصبح الآن إحدى أكبر شركات التطوير العقاري الرائدة في المملكة وقوة دافعة رئيسيّة لعجلة النمو الاقتصادي. وتواصل الشركة التزامها الراسخ بمبادئها الأساسية المتمثلة في الجودة والكفاءة والاستدامة، كما تسعى جاهدة لتطوير قطاع العقارات في مملكة البحرين.

 إن رحيل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، طيّب الله ثراه، يشكّل نهاية مسيرة طويلة من العطاء والتضحية. وقد فقدت البحرين برحيله قامة تاريخيّة كبيرة وقائدًا حكيمًا سخّر حياته من أجل رفعة المملكة ورخاء شعبها، ولكن سيرته العطرة وإنجازاته المشرفة ستظل خالدة في ذاكرة الوطن وقلوب مواطنيه.