العدد 4419
الخميس 19 نوفمبر 2020
banner
البحرين لن تنساك
الخميس 19 نوفمبر 2020

لم يعش فقيد البحرين الكبير صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه لنفسه، بل لقيادته وبلاده وشعبه، وقد أعطى الكثير للبحرين وشعبها، وستبقى ذكراه رحمه الله وما حققه من إنجازات شاخصة في وجدان أهل البحرين قيادةً وشعبًا، والسائح في حياته سيمر بالكثير من المحطات التي امتلأت بأعماله وأنشطته ومواقفه ورؤاه التي لم تتوقف طوال حياته المهنية في جميع المناصب التي تقلدها في الهيئات الإدارية والمالية والاقتصادية الحكومية. مسارات كثيرة سطرها التاريخ بمدادٍ من ذهب، فكان سموه طيب الله ثراه ملازمًا لمجلس والده طيلة أيام حُكمه، حاضرًا ومستمعًا ومسجلًا في ذاكرته كُل ما يدور في ذلك المجلس الذي كان في ذلك الوقت مقرًا للدولة ومنبعًا لكل قراراتها وأحكامها. كما كان رحمه الله عضيدًا ورفيقًا لأخيه أمير البلاد رحمه الله في مسيرة البناء والتنمية منذُ الاستقلال حتى 1999م، ثم أكمل مسيرته المباركة مع عاهل البلاد جلالة الملك في كل المهمات التي أُوكِلت إليه في داخل البحرين وخارجها حتى تاريخ رحيله. بجانب قيادة البحرين وشعبها، فقد نعته دول العالم وحكوماتها والمنظمات الدولية، وتحدثت عنه مطولًا صُحف العالم ومواقعها الإلكترونية، وعَبّر العديد من الكتاب عن حالة الحزن لفقدان هذا القائد العربي الذي اتسم بالحكمة والدبلوماسية والإنسانية، وأثنوا جميعًا على دوره الوطني والخليجي والعربي والإقليمي والدولي، فقد بكته العيون والأرض والأقلام، لقد قاد طيب الله ثراه العمل الحكومي البحريني بكل حكمة وحنكة واقتدار، وكان عطاؤه لبلاده وشعبها متواصل طيلة تلك الفترة، ولجميل ما قدم نال أجمل ما يستحق من المشاعر النبيلة التي تليق بمكانته العالية التي حظي بها سموه في قلوب أبناء البحرين والخليج العربي والأمة العربية، فهو من الشخصيات الملهمة في تاريخ البحرين حيث استطاع بفضل سياسته ورؤيته وتفانيه أن يُحقق لبلاده إنجازات تنموية رائدة في مختلف المجالات. فمسيرته طيب الله ثراه حافلة بالعطاءات وارتكزت على حمل الأمانة وبناء الأوطان وتحقيق رفاهية المجتمعات.

إن الكلمات والأشعار التي كُتبت لنعيه تمثل عرفانا لما قام به سموه لصالح البحرين وشعبها على مدار تاريخه الحافل بالإنجازات للبحرين التي كانت دائمًا وأبدًا في وجدان سموه رحمه الله، حيث دأب على وضع السياسات الكفيلة بنهوضها سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا. رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية