أعطى الثقافة والأدب من وقته وشجع المبدعين
أدباء ومثقفون: الأمير الراحل جعل البحرين في مصاف الدول التي تقدر الثقافة والفنون
انفردت الحركة الثقافية وبفضل الدعم الكبير الذي أولاه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، بمعطيات بليغة التأثير بعيدة النتائج، فقد كان داعمًا للإبداع الأدبي والفني ومساندا للأديب في فكره وثقافته نحو كل ما يحقق شخصيته وطموحها وحريتها في التعبير، وإن كانت البحرين معروفة بأنها ينبوع الأدب الأصيل، والفكر الحر والثقافة المرجوة، وبأن مبدعها الخلاق لديه من القدرة المتميزة على التفاعل والإضافة، فإن ذلك بفضل فارسها الأول الأمير الراحل طيب الله ثراه الذي شجع هذا القطاع وقدم له التسهيلات الممنوحة من أجل الوصول إلى الغايات المرجوة. “البلاد” رصدت في الاستطلاع التالي آراء أهل الأدب والفكر في ما مقدمه الأمير الراحل للعمل الثقافي والأدبي.
الشاعر فواز الشروقي:
“ كان يعرف المثقفين فردًا فردًا”
كان الأمير الراحل داعمًا للثقافة والمثقفين، فمنذ استقلال البحرين إلى رحيله لم يتوقف هذا الدعم. والتطور الثقافي الذي حدث خلال نصف القرن الماضي قد حدث في عهد رئاسته للحكومة، وكثير من الفعاليات الثقافية الكبرى كان رحمه الله راعيًا لها وداعمًا، وحينما كان يستقبل الناس كان يتعرف على المثقفين فرداً فرداً ويقف طويلاً أمامهم سائلاً عن حالهم ومتطمناً على وضعهم، ومشجعاً لهم على مواصلة العطاء. وقد بلغ دعم الثقافة أوجه حينما تم تخصيص وزارة للثقافة في عهده.
الشاعر إبراهيم بوهندي:
“سجل وطني حافل بالإنجازات”
في البداية أرفع إلى مقام سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وشعب البحرين الكريم أحر التعازي في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة يرحمه الله، بعد أن أدى تلك الخدمات الجليلة التي لا بد أن تبقى مميزة في سجله الوطني الحافل بالإنجازات، حيث كان لسموه إسهامات مشهودة في صياغة مقومات الدولة الحديثة على أرض البحرين العزيزة، نرجو له جزيل الأجر على كل ذلك العطاء من رب العالمين.
أما نصيب الثقافة في عطاء سموه طوال فترة وجوده في منصب رئاسة الوزراء بتكليف من الملك المفدى في هذا العهد الزاهر وقبله بثقة غالية من أخيه المغفور له بإذن الله تعالى والد الجميع الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة الأمير الراحل يرحمه الله، فبالإضافة إلى تشجيع المبدعين في كل أشكال الآداب والفنون من خلال استقبالهم وتوجيههم ودعمهم بكل ما يمكنهم في تقديم نتاجهم الإبداعي، كان لفقيدنا الغالي ذلك الحضور الذي لم يغب أبدًا في كثير من الفعاليات الثقافية وبالذات رعايته لمعرض الفنون التشكيلية التي لم تنقطع منذ عام 1972
رحم الله حبيب البحرين الأمير الغالي “بوعلي” وأسكنه فسيح جنانه وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان.
الناقد الدكتور فهد حسين:
“المعرفة بالتراث والأنساب”
كل الخطابات والشهادات التي كتبت وستكتب في صاحب السمو الملكي الراحل الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة تقف حائرة بين طبيعة ما تكتب في ضوء هذا التعدد في المعرفة والتاريخ والأنساب، وفي المسئوليات والتطلعات، أي بين الماضي والحاضر والمستقبل. هكذا كان منذ تواصله مع ثقافة الشعوب وحضاراتها، إذ حمل على عاتقه بناء الوطن والإنسان معًا فاهتم بالتعليم والاقتصاد والبناء، فبرزت البلاد بالشكل الذي يليق بها، وإذا كان سموه يرعى ويفتتح معرض البحرين للمجوهرات دعمًا للاقتصاد والتجارة، فإنه لم يترك الحقل الثقافي دون رعايته والاهتمام به، وذلك من خلال المؤسسة الرسمية، وبرامجها المتنوعة، بل كان حريصا على افتتاح معرض البحرين للفن التشكيلي السنوي، وكانت له متابعة دقيقة من لدن سموه لتلك المؤسسات الثقافية والأدبية الأهلية أيضًا، مثل: أسرة الأدباء والكتاب التي رعاها معنويًا وماديًا، وكان متابعًا لما تقدمه من أنشطة وبرامج، فلم يبخل بوقته ورأيه وتطلعه تجاه الثقافة والأدب. واستطاعت بدعمه السخي أن تحدد من برامجها الثقافية، وتعقد المؤتمرات الأدبية العربية، كما أنه كان يمتلك ذاكرة تراثية واسعة المعرفة فيما يخص البحرين والمنطقة، وبالأنساب والعائلات وأصولها وتفرعها وانتقالها عبر الأمكنة والأمصار، فكلما مد أحد أفراد المجتمع ليصافحه لأول مرة يقف معه ولو لبعض الوقت سأله من أي عائلة ليقوم سموه بعد ذلك بالحديث عن العائلة والشخصيات المعروفة فيها. لقد عاش طوال حياته عارضًا خدماته المختلفة لكل الناس عامة، والثقافة بصورة خاصة، لذلك كان حاضرًا دائمًا. تغمدك الله بواسع رحمته وأسكنك فسيح جنته، وألهم البحرين الصبر والسلون.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
الفنان التشكيلي عباس يوسف:
“ دعم منقطع النظير للفنانين”
كان الداعم الأول والأساس للحركة الفنية التشكيلية في البحرين، والمعرض السنوي للفنون التشكيلية الذي تنظمه هيئة البحرين للثقافة والآثار منذ تأسيسه في بداية سبعينات القرن الماضي ما كان له أن يستمر بهذه القوة والزخم وأن يرتفع مستواه بالتوازي مع تطور مستوى الفن والفنانين وارتفاعه ووصوله لما هو عليه الآن لولا دعمه منقطع النظير. رعاية لم تتولد من فراغ فإلى جانب المسئوليات الجسام والمهام الكبار التي كان يضطلع بها طوال أكثر من نصف قرن من مسيرته لوطنه وأمته كان سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله أيضا محبا شغوفا بالتصوير الفوتوغرافي وملما بآلات التصوير وهذا جانب آخر من مباعث الدعم والرعاية التي لم تنقطع إنه الفن والجمال الذي كان من ضمن أولوياته للنهوض بالوطن ومسيرته وجعل البحرين في مصاف الدول العريقة التي تقدر الثقافة والفنون وتوليها اهتماما بارزا وكبيرا، لتكون منصة اعتزاز وافتخار وهذا ما لمسناه وعايناه طوال هذه الفترة.
الكاتب إبراهيم الدوسري:
“خير وعطاء في كافة المجالات”
كان دعم وتشجيع المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان للمثقفين والفنانين والادباء والكتاب البحرينيين مستمرا طيلة سنوات الخير والعطاء التي قضاها في منصب رئيس وزراء حكومة البحرين ومن الشواهد على تشجيعه ودعمة رعايته لمعرض البحرين للفنون التشكيلية منذ انطلاقة في بداية السبعينات حتى عام 2019 ودعمه ورعايته للأدباء والشعراء والإعلاميين والمسرحيين والفنانين في كافة المجالات. رحم الله سموه وأسكنه فسيح جناته.