لا أجد نفسي إلا أن أخاطبك بصفة الحاضر في قلوبنا يا أبا البحرين، فالقلب يرفض فكرة مغادرتك الحياة دون أن تمنح يد صاحبه شرف السلام على يديك العابقتين حبًّا في ثرى البحرين.

لا أملك وأنا أكتب هذه الأسطر والدمع مني سيّاح بوفاة الأمير الراحل الوالد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة - طيب الله ثراه- إلا أن أحتضن كلماتك المفعمة حبًّا لأهالي ديرتي الثانية “المحرق” في مقطع الفيديو الذي انتشر بشكل واسع على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، لأغبطهم على حبك لهم.
لم يمنحني القدر -يا أبا علي- أن ألتقيك شخصيًّا، ولكن عطر سيرتك الزكية ابتداء من صورك المهيوبة المرفقة في كتبنا الدراسية، مرورًا بأحاديث جدّي – رحمه الله – الذي كان يعمل في قصرك العامر، وكيف أن سموك كنت مثالاً للشيخ المتواضع والودود، ووصولاً لتوجيهاتك السامية المستمرة والمتعلقة في رفعة شأن المواطن والوطن، ستبقى خالدًا وستتناول سيرتك الأبناء والأحفاد على مر الأزمان.
سيكون 11 نوفمبر علامة فارقة جدًّا، برحيل سمو الأمير، صانع مرحلة مهمة من تاريخ البحرين الحديث ونهضة الوطن وعمرانه وكان لسموه اليد الطولى في تطوير جميع القطاعات، حتى غدا اسم البحرين عاليًا في المحافل الدولية.
وعزاؤنا برحيل سمو الأمير الوالد أن يستكمل أبناؤه ما سطّرته يد سمو الأمير الراحل من إنجازات على مدى عقود، لما فيه خير وصالح وتقدم مملكتنا الغالية.