العدد 4307
الخميس 30 يوليو 2020
banner
مشاهد وخواطر
الخميس 30 يوليو 2020

  المشهد الأول: سواكنُ النفس وماضي الأيام لها أن تُحرك في نفسك ما تشاء في أغلب الأحيان، أحداثُ الأمس لم تَمُتْ في ذاكرتك؛ بل استقرت في نفق اللاشعور كما يدّعي “فرويد” عالمُ النفس الشهير، هي بالطبع لا تعود، بل أنت الذي تعودُ إليها بجناحي الذكرى والخيال، تمرُ بأحداث يومية كثيرة؛ منها ما يجعلك أكثر فهما للحياة وتقديراً لرجال الكلمة والموقف، ومنها ما يصيبك بالدهشة والذهول لما فيها من هبوط وانحدار.

أحداثٌ كثيرة تجعلني أعود بالذكرى البعيدة نوعا ما لمجلس والدي رحمه الله، وكثيرًا ما أتذكر الدروس التي كنا نتعلمها منه، والتي كانت عميقة القرار والمعنى، خصوصا تلك التي تتعلق بمعرفة معدن الرجال الحقيقيين، وأصول الضيافة والتعامل مع من يكبروننا في السن، لقد كان والدي يحبُ مشاركة أصدقائه الوقت والطعام والشاي، الذي لم أذق مثلهُ من بعده، مجلس والدي لا يكاد يخلو من ضيوفه سائر أيام العام، أما في رمضان فتكونُ الاستعدادات مختلفة؛ لأن الضيوف يزدادون فيه، سأظلُ مديناً لتلك الدروس والذكرى التي تثبتُ يوماً بعد يوم صدقها وعمق أثرها في نفسي. أسكن الله روح والدي الفردوس الأعلى.

المشهد الثاني: يقولُ العالم “ديفيد هيوم” في وصفه الرجل الحكيم “هو ذلك الفرد الذي يُفصل اعتقاده على قدر البينة”، نحتاجُ إلى تطبيق هذا الوصف في السجالات الفكرية تلك التي تجمع أطرافاً مختلفة في النقاش. قد ترى طرفا معتداً برأيه إلى درجة أنه يكاد يهجم بجسمهِ على الآخر، قد تملك جزءاً من الحقيقة لكنك تحتاجُ إلى الجزء الآخر منها، وتذكر أن التواضع سمة العلماء والمفكرين الحقيقيين.

المشهد الثالث: عظيم الفخر والامتنان للطاقات البحرينية العاملة في كل مكان، يروي تاريخنا المجيد أن من غاص في أعماق البحار باحثا عن اللؤلؤ، ومن زرع نخيل بلادي وسقاها من عرقه، صنع لأحفاده مجدا، ورسم لهم منهجا في العطاء والبذل مازالوا مستمرين عليه.          

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية