+A
A-

التصوير متعب ومكلف بسبب التنافسية ووجودي كفتاة أصعب!

وجدت أسفار عبدالله نفسها في عالم الكاميرا والإضاءات لتحول حلم الطفولة إلى واقع الصبا، لم تتخل عن شغفها بالصورة، بل سعت واجتهدت لأن تدخل عالم الفيديو أيضًا، إبداعها جعل مسافات البلاد تجري معها هذا الحوار: 

 بدايتك كانت في التطوع أخبرينا عن هذه المرحلة؟ 

التطوع كان رغبة فطرية داخلية فيّ، مما جعلني أواجه بعض الصعوبات في الاختلاط وتكوين العلاقات الاجتماعية، ولكن شغفي بالتصوير كان يدفعني أن أنشر أعمالي في حسابي على منصة الإنستغرام، وبسبب بعض المتابعين من فريق التطوع "لأجلكم"، وإعجابهم بالصور والمنشورات دفعهم هذا الأمر لترشيحي لأن أكون (مصورة الفريق) عند رئيس اللجنة الإعلامية للفريق: الأخ/ فيصل الخلاصي، والذي بدوره رحب بالفكرة ونقلني للجنة الإعلامية في الفريق كمصورة، وبتشجيع منه انتقلت من مصورة إلى رئيسة اللجنة الإعلامية، وكان تشجيعه وتشجيع الأعضاء حافزا كبيرا لي لأتقدم بهذا المجال التطوعي، وبدأت أتعدى مرحلة الخجل والإحراج، وتعلمت معنى العطاء الحقيقي الذي اعتبره أحد مبادئي في الحياة والعمل.

 كفتاة تعمل في مجال التصوير ما الصعوبات التي تواجهينها؟

أنا فتاة من أسرة محافظة، وبحسب العادات والتقاليد التي لا أرفضها واجهت بعض الصعوبات مع الأهل، وأما في مجال التصوير، فالصعوبات التي واجهتها هي أني لم أكن أمتلك كاميرا أو حتى أدوات التصوير الكاملة، وكان تصويري بهاتفي الشخصي، مما كان يؤدي إلى الرفض أحيانًا، وتقليلهم من شأني دون النظر إلى النتائج، وكنت أكتفي دائما بجملة "أنت عليك من النتيجة اللي بقدمها".

كانت أول تجربة تصوير فيديو بهاتفي الشخصي في (سباق الدراجات بالتعاون مع اتحاد الترايثلون) تحت رعاية ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، مستشار الأمن الوطني، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وبحكم أنها تجربتي الأولى وبداية لتحقيق حلمي كانت شيئا مبهرا بالنسبة لي وأفخر فيها، رغم شعوري بالتوتر والخوف من النتائج وردود الفعل التي كانت خلاف ما توقعت ولاقت إعجاب كثير من المحيطين حولي.

 من وجهة نظركِ ماذا يحتاج المصور لتنمية مهاراته في هذا المجال؟

المصور يجب عليه أن يكون إنسانا متجددا، ويبحث عن الإبداع، كما يجب أن يعرف كيفية صنع اللقطة الجميلة، وكيفية اختيار الزاوية والإضاءة والاتجاه وخلق نظرة جديدة للمشاهد، لكنه بحاجة ماسة إلى التركيز وتكريس وقته لعدة أمور، منها (التغذية البصرية - والتجربة والتكرار بشكل مستمر - والسؤال عن المعلومات التي يحتاجها)، ويحتاج أيضا أن يكون لديه حب لبصمته وحسه الإبداعي في التصوير، والأهم من هذا يحتاج المصور إلى التركيز على الذات والعناية بما يقوم بإنتاجه، وتقدير محاولته وتجاهل المنافسة السلبية، والحرص على خلق نوع من المنافسة الإيجابية ليعطيه دافعا لاستكمال المشوار.

 هل مجال التصوير متعب ومكلف ماديًا؟ ولماذا؟

مجال التصوير متعب وممتع في الوقت نفسه، ماديا، فمجال التصوير مكلف بشكل كبير؛ بسبب التنافسية في الأدوات المناسبة والمتقنة ذات الجودة العالية، وليبدع المصور بأعماله يسعى لتجديد الأدوات لكي يواكب التقنيات الحديثة، حيث إنه متجدد. وعلى الصعيد الشخصي أنا لا أستطيع شراء أي أدوات للتصوير بشكل مستمر، لذلك أنا أسعى دائما لتطوير عملي من خلال المعدات الممتازة ذات القيمة العالية، والتي تعطيني أفضل النتائج بجودة ودقة عاليتين لأطول فترة ممكنة، وهذا الأمر يجعلني أضغط الالتزامات المادية لفترة من الزمن؛ لجمع المبلغ المناسب وشراء عدسة الكاميرا فقط مثالا. 

 التصوير بالنسبة لك شغف أم مصدر رزق أم كلاهما؟

كل إنسان لديه شغف في الحياة، وبحكم حبي وشغفي بالتصوير، أصبح هذا المجال هو مصدر رزقي الأساسي والوحيد، والجدير بالذكر أن مجال التصوير يحتاج جهدا كبيرا عموما، وإذا كان مصدر رزق خصوصا، وفي نهاية الأمر شغفي وإبداعي أصبحا طريقا لي في هذه الحياة ومصدر رزق جيد، وليصبح حلمي أكبر أسعى لأن أكون يوما ما صاحبة مؤسسة تساهم في عجلة التنمية والأعمال في مملكتنا الحبيبة، فالعطاء الحقيقي هو ألا تقتصر الخير لنفسك حتى وإن كان مجرد شغف وإبداع.

 رسالة من القلب:

في نهاية الأمر لدي رسالة من القلب أوجهها لكل شاب وشابة ولكل شخص يقرأ، أبحث عن الشغف الذي في داخلك، والشغف الحقيقي هو حبك للعطاء في أي مجال تجد ذاتك العليا فيه، طور من نفسك وأمنح نفسك فرصة لتحقيق الأفضل، وأن ينظر إلى نفسه نظرة فخر واعتزاز بمجهوده وبذله، وبحكم أنني فتاة أوجه رسالتي خاصة للفتيات، لا تخجلي من أن تمارسي شغفكِ ومجالكِ الذي تبدعين فيه، وكوني قوية ومعطاء دائما.