+A
A-

"سينما السيارات" الحل الوحيد لمشاهدة الأفلام في الشاشات الكبيرة

بسبب انتشار فيروس كورونا حول العالم، اضطرت سينما VOX في الإمارات طرح مشروع سينما السيارات أو Drive-In، حيث يستطيع الناس مشاهدة الأفلام من خلال سياراتهم، وفي متابعاتي لأخبار السينما العالمية شدني مؤخرا خبر عودة عرض سينما السيارات “Drive-In” أيضا في المانيا، والتي راجت خلال فترتيّ الخمسينات والستينات في الولايات المتحدة وبريطانيا، ويقول الخبر في صحيفة "دايلي ميل" البريطانية بالفعل عادت الساحات الألمانية إلى استقبال مئات السيارات لمشاهدة الأفلام، بعدما دفعوا بطاقات التذاكر على الإنترنت، مع الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي وتواجد شخصين فقط في كل سيارة.

والخبر المتصل الثاني هو إعادة افتتاح الفكرة نفسها في بعض الولايات االمتحدة الأمريكية الذين أكدوا بأن ذلك سبيل للناس؛ للخروج من جو آمن لمشاهدة الأفلام من سياراتهم مع أسرهم وفق كل القوانين.

وفكرة “Drive-In” هو شكل من أشكال السينما يتألف من شاشة كبيرة في الهواء الطلق ومنصة عرض، إضافة إلى مساحة واسعة تأخذ السيارات أماكنها فيها قبل بدء الفيلم، ويمكن للفرد مشاهدة الأفلام من سيارته الخاصة، عبر تضبيط الصوت من خلال محطة معينة بالإذاعة، ويمكن أن يجلس 700 شخص أو أكثر بشكل مريح في المكان الذي يتسع أحيانًا لأكثر من 40 سيارة داخل أرضيات المسرح بموقع مناسب لمشاهدة العرض، وهي سمة من سمات المكان الذي يسعد أصحاب السيارات وبتكلفة أقل من السينمات العادية ومن دون اي اتصال بشري، فجميع معاملات دخول الساحة عبر الإنترنت وعبر تطبيق خاص بالسينمات، مع تهيئة خاصة لوقوف هذه السيارات في أماكنها وبالطبع مع وضع كاميرات أمنية في كل مكان.

وهنا جاءت الفكرة في بالي لماذا لا تقوم شركات السينما والدور في  بهذا الأمر بالتنسيق مع الجهات الرسمية في البحرين، بحيث يستطيع الشخص مشاهدة الفيلم الجديد في سياراته كنوع جديد من الترفيه في شاشة عملاقة وعرض الأفلام الجديدة فيها، خصوصا وشركة البحرين للسينما وفوكس سينكو شركات عملاقة في أفكارها وأفلامها، وحتى أن ذلك يستمر بعد انتهاء الوباء، مع إضافة بالطبع المطاعم والخدمات الاخرى، الأمر بحاجة إلى دراسة بالتأكيد، لكنني أتوقع لها النجاح، خصوصا وأن الدول المجاورة قد قدمت ذلك، مثل الكويت ودبي والسعودية، وحتى زوال هذا الوباء تستطيع هذه الشركات السينمائية في البحرين ودور السينما تقديم ذلك والبدء بالدراسة لمشتقبل السينما في المنطقة، والذي سيتغير كثيرا بعد المسافات التي تركت بين هذه الدور والرواد.

وتاريخيا جاءت ذروة شعبية هذا الشكل من أشكال السينما في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات، خصوصا في المناطق الريفية، إذ كانت بديلًا أرخص من صالات السينما التقليدية؛ لأن تكلفة بناء وصيانة سينما الهواء الطلق أرخص من تكلفة صيانة صالات العرض التقليدية، ما أدى إلى انخفاض التكلفة الإجمالية للحضور. وبعد العام 1946 أدى زيادة عدد مالكي السيارات وسكان الضواحي والريف في أمريكا الشمالية إلى ازدهار مجال سينما “Drive-In”، حيث فتحت المئات كل عام.

يفتح سينما Drive-In تجربة سينمائية استثنائية لمشاهدة الأفلام بشكل مختلف، في الهواء الطلق، ويعتبر منظرا حضاريا، تصل به إلى الناس الذين لا يستطيعون الذهاب إلى الصالات المخصصة اليوم بسبب الوباء، أو حتى الاستمرار في تقديمه بعد انتهائه، وسوف يتيح المشروع لعشاق السينما والرواد مشاهدة الأفلام السينمائية في الأجواء المفتوحة ومن داخل سياراتهم، وهو مشروع لو تم تنفيذه سوف يخدم شركات السينما كثيرا وسط هذا التوقف الكبير، كما يشكل حلا مناسبا لعرض الأفلام السينمائية الجديدة، خصوصا وأن مشروع سينما السيارات قد أثبت نجاحه في العديد من البلدان المتقدمة اليوم حتى قبل انتشار الوباء.