+A
A-

غيث الإماراتي.. يفتح طرق عمل الخير من دون رياء

من أجمل الأشياء في الدنيا هو بالطبع فعل الخير من دون رياء أو ظهور، وهذا ما نشاهده يوميا مع الشاب الإماراتي غيث في برنامجه “قلبي اطمأن”، والذي أطل به للعالم في وسائل التواصل الاجتماعي أولا في العام 2018، وبعدها انطلق ليكون سفير السلام الإماراتي والعربي؛ لنشر أعمال الخير من دون اظهار وجهه في برنامجه الجديد “قلبي اطمأن” الذي يُبثّ على فضائية أبوظبي في كل شهر رمضان ويحقق مشاهدات عالية هناك وفي اليوتبوب، وتفاعل كبير في البحرين أيضا من خلال المشاهدات.

في “قلبي اطمأن” يقدم غيث حالات اجتماعية واقعية في بلدان مختلفة أغلبها عربية، ويقدمه شخصية مجهولة، لكنه يرفض دائما، حيث يسافر غيث من  الإمارات العربية المتحدة الى اليمن ودول المغرب العربي وإفريقيا، يقدم مساعدات مالية كبيرة لأشخاص يحتاجون الكثير للعيش، فقد تعبوا من المرض أو الفقر، وفي رمضان ٢٠٢٠ يقدم الموسم الثالث منه بنجاح كبير، حيث رسالته هي عمل الخير وليس على الشخص الذي يقوم بهذه المهمة، وبالطبع يسعى الجميع خصوصا رواد السوشال ميديا معرفة سره أو لقطة من ملامحه وسط آراء تؤيده تماما، وتؤيد فكرة غموض ملامحه، حيث إنه لا يملك أي صورة على حساباته في منصات التواصل ولا حتى صورة بغوغل، وبالطبع هذه الصورة الحقيقية لفعل الخير والمطلوب منا كما أمرنا الدين الحنيف.

سؤال مقدم البرنامج الإماراتي غيث عن سر إخفاء وجهه، فقال: “ليس من الضرورة أن يكون للخير وجه، الخير مبدأ، الخير إنسان”، حيث يتجول حاملا معه الكرم الإماراتي في حقيبة ظهر صغيرة بحجمها، لكنها كبيرة في معانيها ومحتواها يقدم للمحتاجين واليتامى والمرضى في كل مكان مساعدات فتحت الباب لتقليده، حيث يقوم حاليا عدد من رواد ونجوم السوشال ميديا في كل مكان بتقليد طريقته بحمل حقيبة على الكتف والبحث عن المحتاجين، فيا ليت يقوم بذلك سرا عدد من نجوم السوشال ميديا في البحرين والفاشنيستات وتصوير ذلك؛ لكي يكونوا قدوة لغيرهم والعدد الكبير من المتابعين لهم، وهذا ليس بالغريب على البحرينيين، فهناك أسماء نعرفها جيدا من مشاهير السوشال ميديا يقومون بذلك وبسرية تامة، لكنني أطلب منهم تصوير ذلك من دون اظهار للوجه كما يفعل غيث في برنامجه، وهذا التقليد محبوب جدا ومرحب به من عند الجميع، لكي نبني صلة وصفحة جديدة بعد الوباء كدرس لنا جميعا في استغلال السوشال ميديا في عمل الخير بدلا من المكياج والقهاوي والمطاعم فقط وأسعارها الجنونية!

ونجح البرنامج مؤخرا بكفالة 10 آلاف يتيم من 10 دول خلال 5 أيام فقط بعد الإعلان عن كفالة 1000 يتيم من الأردن في ثاني أيام الشهر الفضيل، وشهدت المبادرة تفاعلا لافتا من جانب متابعي البرنامج داخل وخارج دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك في ضوء الأفكار المتميزة الجديدة، والتغيير النوعي الذي ميز الدورة الحالية من البرنامج في دعم القضايا الخيرية والإنسانية، مسلطا الضوء على سرعة إنجاز ونجاح مبادرته في  كفالة 10 آلاف يتيم خلال مدة وجيزة، وبما يؤكد استعداده لإطلاق مبادرات أخرى خلال الشهر المبارك.

ومن أجمل اللقطات في برنامج غيث هو سفرة إلى العراق، وربيل تحديا عندما قام بمقابلة رجل كبير في السن يعمل إسكافيا في الشارع يرفض أخذ المال من المارة كتسول، ويحب أن يعمل بيده من أجل رزقه، وفي البرنامج تحدث عن قصته التي بدأت مع هجرته إلى الدنمارك، والتي حقق فيها ثروة، لكنه عندما عاد إلى العراق فقدها، مما جعله يعمل حتى لا يتسول، وأنه يعمل كذلك في سبيل مساعدة أطفاله لاستكمال دراستهم من دون مد اليد لاحد، وقال غيث ردا على سؤال للرجل المسن عن سبب عدم كشف وجهه “أخذت مبدأ على نفسي أن الخير مش لازم يكون له وجه، الخير ممكن يكون إنسان بس، الخير ممكن يكون مبدأ، فإذا طلعت وجهي ضاعت الفكرة”.