+A
A-

أوعية دموية شابة.. الصيام مضاد للشيخوخة

 يقول السؤال: إلى أي مدى يسهم الصيام في تكوين الأوعية الدموية وخصوصًا ما يقال عن تحفيز الصيام لإصدار هورمون غريلين؟

وفي إجابته، يقول استشاري جراحة الأوعية الدموية وزراعة الكلى الطبيب صادق عبدالله إن هناك علاقة مهمة جدًا بين الصيام وصحة الأوعية الدموية، وهناك جزيء مضاد مضاد للشيخوخة بفعل الصيام يبقي الأوعية الدموية شابة، ويؤخر شيخوخة الشرايين ويمكن أن يساعد في منع الأمراض المزمنة المرتبطة بالعمر مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، السرطان، والزهايمر، وأهم جزء من الشيخوخة هي شيخوخة الأوعية الدموية، ورأى الكثير من الباحثين أن هناك جزيئا مهم جدا يفرز في الجسم في فترة الصيام يسمى البيتاهيدروكس بيوتاريت أو ما يعرف بأجزاء أو أجسام الكيتونات.

ومن المدهش أن هذا الجزيء يمنع شيخوخة الأوعية الدموية، والكيتون أو البيتاهيدروكس بيوتاريت عبارة عن جزيء ينتجه الكبد ويستخدم كمصدر للطاقة عندما لا يتوفر الجلوكوز، وينتج الجسم الكيتونات أثناء الصيام، الصيام المتقطع أو أثناء الجوع، أو في حال تناول أطعمة منخفضة الكربوهيدرات، أو بعد ممارسة الرياضة لفترة طويلة، وكل هذه الحالات تنتج الكيتونات في الجسم ومن المثير للاهتمام أن كل هذه الأبحاث أو كثير منها، عززت نظرية أن الكيتونات تقوم بعملية تنشيط انقسام وتكاثر الخلايا المبطنة لجدران الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى أن تبقى الأوعية الدموية شابة ونشطة، وتمنع حدوث تصلب الشرايين أو ما يعني بلغة أخرى شيخوخة الأوعية الدموية والشيخوخة البيولوجية بصورة عامة، فهذه العلاقة التي نعرفها لحد الآن وهناك الكثير من الأبحاث عن البيتاهيدر وأجزاء الكيتونات وصحة الأوعية الدموية، والصيام يعني زيادة الكيتونات في الجسم ويعني أوعية دموية شابة وتقليل من نسبة تصب الشرايين.

وعن صحة القلب والأوعية الدموية، نقول أن الصيام الصحي الذي لا ينتهي بوجبات دسمة، يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوزن، وهذا جيد لصحة القلب والأوعية الدموية، ولكن الأبحاث على ما يسمى اليوم بالصيام المتقطع أظهرت نقاطًا أخرى غير عملية فقدان الوزن والتي تعتبر جديدة للقلب والأوعية الدموية، وفي إحدى هذه الدراسات، فقد الأشخاص الذين قللوا من نسبة السعرات الحرارية التي يتناولونها بنسبة 25 إلى 30 بالمئة كل يوم نحو خمسة ونصف إلى ستة كيلوغرامات على مدى 8 أسابيع، لكن المهم جدًا ليس فقط عملية فقدان الوزن، بل المهم هو انخفاض نسبة الكوليسترول الإجمالي بنسبة 21 بالمئة، وانخفاض الدهون أو الكوليسترول الثلاثي الضار بنسبة 25 بالمئة وأيضًا انخفاض في ضعط الدم بنسبة 32 بالمئة، فكل هذه الأمور أدت إلى تحسن أو تقليل نسب التصلب في الأوعية الدموية، وهذا بكل تأكيد يخفض نسبة شيخوخة الأوعية الدموية وبذلك يعطينا صحة أفضل بصورة عامة.