+A
A-

رمضان.. صلة القلوب في زمن كورونا

مما لا شك فيه أن شهر رمضان هذا العام هو استثنائي جدا، فشهر رمضان هو شهر المحبة وصلة الرحم والتجمعات العائلية وتقارب الناس في موائد الرحمن وعمل الخير في الطرقات من مشاريع إفطار الصائم وغيرها. ولكن مع تغير الحالة المجتمعية بسبب أزمة فيروس كورونا وإصدار التعليمات من الحكومات بمنع هذه المظاهر احترازيا للحد من انتشار الفيروس والحفاظ على السلامة العامة للمواطنين والمقيمين يجد البعض اختلافا كبيرا وتأثرا من هذا الوضع الغريب على الأمة الإسلامية بشكل خاص. 

وللحديث أكثر قمنا بمقابلة بعض المواطنين من فئة الشباب لمعرفة طرق التعايش مع هذه الأزمة في شهر رمضان والتأقلم على القواعد التي تحد من التجمعات وتطبق مبدأ التباعد الاجتماعي.

قال أحمد ماهر طالب في الهندسة في جامعة البحرين: “على رغم من الأجواء الحارة التي كنا نذهب فيها إلى الجامعة في شهر رمضان من كل عام إلا أننا قد فقدنا لذه خاصه بهذا الشهر خصوصا في البيئة الدراسية والمقاعد الجامعية، وفي الحقيقة رمضان هذه السنة هو رمضان من نوع مختلف جدا، أغلب النشاطات والأمور التي كنا نقوم بها في رمضان هذه السنه حرمنا منها نظرا للظروف المحيطة والمرض المنتشر بالنسبة التجمعات العائلية هو ليس بالأمر الجديد علي شخصيا لأن في الحقيقة عائلتي ليست متواجدة كاملة هنا معي في البحرين، ولذلك فتجمعاتنا تكون عن طريق المكالمات الصوتية والمرئية طوال السنه وليس رمضان فقط وأيضا تجمعات الاصدقاء هنا في البحرين كلعب الكره قبل الإفطار والتجمعات عند بعضنا البعض ولذلك بالتأكيد الشعور هذا العام مؤلم و نشعر جميعا بنقص الأجواء الرمضانية التي ننتظرها كل عام فهو من المؤلم غلق المساجد وألا تعلو في المكبرات بآيات الله وصلاة التراويح.

وقال أحمد خورشيد: “أشد ما أفتقده هي صلاة التراويح في المساجد ومجالس الأصدقاء في السحور ولكن يجب علينا تحمل هذا الوضع الاستثنائي والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي للحفاظ على سلامتنا جميعا لحين ذهاب هذا الكابوس”.

 وقالت أمنية إيهاب: “أعتقد أن هذه الظروف أتاحت لنا فرصة ذهبية للجلوس في المنزل واستغلال الوقت في الصلاة والعبادة والقران الكريم أيضا حتى نستطيع الجلوس مع العائلة وقضاء وقت رمضاني جميل اما سابقا يكون هذا الشهر في ظروف أخرى أصعب كنا في دراسة ثم امتحانات ونكون في أسوأ حالة من توتر وتشتت بين المواد والامتحانات والدراسة فلا نستطيع أن نستغل شهر رمضان بشكل صحيح أما الان فأعتقد أننا أمام فرصة ذهبية لقضاء أوقات رمضانيه جميله براحة وصفاء ودعاء للمولى عز وجل واستغلال الروحانيات الموجودة في هذا الشهر”.

وأخيرا قمنا بسؤال المعلم ايهاب علي ووضح أنه يتأقلم على هذا الوضع بالاستمتاع بوقتي في المنزل من خلال الصلاة والصوم والتسابيح والاستغفار وقراءة القرآن الكريم وأصبح لدي وقت كاف لقضاء وقت ممتع مع أسرتي ومعرفة ما يدور في أذهانهم من أفكار ومشاعر وتصحيح وجهات نظرهم في بعض الامور الحياتية وأيضا من جهة أخرى جمع شمل الأسرة في العبادات وتنميه الروح الأسرية لدى أفراد الأسرة كذلك في الناحية الدينية والصلاة والعبادات فأشكر هذه الظروف التي جعلتني أقترب أكثر من أولادي في هذا الشهر العظيم.