العدد 4210
الجمعة 24 أبريل 2020
banner
د. جاسم حاجي
د. جاسم حاجي
بدايات الذكاء الاصطناعي
الجمعة 24 أبريل 2020

في النصف الأول من القرن العشرين، قام الخيال العلمي بتعريف العالم على مفهوم الروبوتات الذكية بشكل اصطناعي. بدأ الأمر برجل القصدير “بلا القلب” في فيلم “ساحر أوز”، واستمر مع الروبوت المشابه للبشر الذي انتحل شخصية “ماريا” في فيلم “متروبوليس”، وبحلول الخمسينيات من القرن الماضي، كان لدينا جيل من العلماء وعلماء الرياضيات والفلاسفة مع مفهوم الذكاء الاصطناعي الذي تم استيعابه ثقافيًا في أذهانهم. أحد هؤلاء الأشخاص كان “آلان تورينج”، وهو نابغة بريطاني شاب والذي استكشف الإمكانية الرياضية للذكاء الاصطناعي. اقترح “تورينج” أنه بما أن البشر يستخدمون المعلومات المتاحة وكذلك المنطق من أجل حل المشكلات واتخاذ القرارات، فلماذا لا تستطيع الآلات أن تفعل الشيء نفسه؟ كان هذا هو الإطار المنطقي لبحثه عام 1950 بعنوان “آلات الحوسبة والذكاء” والذي ناقش فيه كيفية صنع آلات ذكية وكيفية اختبار ذكائها.

للأسف، فإن الكلام سهل، ما الذي أوقف “تورينج” من العمل على ذلك حينها؟ أولا، أجهزة الكمبيوتر كانت تحتاج لأن تتغير بشكل جذري، وقبل عام 1949، كانت أجهزة الكمبيوتر تفتقر إلى شرط مسبق أساسي للذكاء: فهي لا تستطيع تخزين الأوامر، بل تنفذها فقط، بمعنى آخر، يمكن إخبار أجهزة الكمبيوتر بما يجب القيام به، ولكنها لن تستطيع أن تتذكر ما الذي قامت بفعله، ثانياً، كانت الحوسبة مكلفة للغاية. في أوائل الخمسينيات، بلغت تكلفة استئجار الكمبيوتر ما يصل إلى 200 ألف دولار شهريًا، يمكن فقط للجامعات المرموقة وشركات التكنولوجيا الكبرى تحمل تكاليفها، وكانت هناك حاجة إلى إثبات جدوى المفهوم وكذلك الدعوة من قبل شخصيات بارزة لإقناع مصادر التمويل بأن ذكاء الآلة أمر جدير بالمتابعة.

في الفترة من عام 1957 إلى 1974، ازدهر الذكاء الاصطناعي، وأصبح بإمكان أجهزة الكمبيوتر تخزين المزيد من المعلومات وأن تصبح أسرع وأرخص وأكثر سهولة، تحسنت أيضًا خوارزميات التعلم الآلي وأصبح الناس أفضل في معرفة ما هي الخوارزمية التي يجب أن يقوموا بتطبيقها على مشكلتهم.

 

كانت الأدلة المبكرة، مثل برنامج حلال المشكلات العام والبرنامج الحاسوبي أليزا واعدة نحو أهداف حل المشكلات وتفسير اللغة المنطوقة على التوالي. هذه النجاحات، وكذلك الدعوة من كبار الباحثين أقنعت الوكالات الحكومية مثل وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية التابعة لوزارة الدفاع الأميركية لتمويل أبحاث الذكاء الاصطناعي في عدة مؤسسات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .